Live Media Network

مسار العملية السياسية.. ضبابية المشهد

0

تقرير إخباري: هبة علي

رغم الترحيب والدعم الدولي والإقليمي الذي وجده الإتفاق الإطاري بين قواه في 5/ ديسمبر الماضي والولوج إلى المرحلة الثانية من العملية السياسية وصولاً للتوقيع النهائي قبل نهاية يناير الجاري ، إلا أن التعقيد حاق بالعملية سيما بعد طرح جمهورية مصر العربية دعوتها للحل التي أصبحت مبادرة لاحقاً والتي أيضا وجدت الترحيب والرفض القاطع في الوقت ذاته من أطراف الخلاف المحليين، فضلاً عن الحديث عن إتفاق جديد للكتلة الديمقراطية يمكن أن يكون بديلاً للإتفاق الاطاري..

إتفاق جديد
وكشف رئيس حركة العدل والمساواة  جبريل إبراهيم يوم الخميس ، عن تفاهمات جرت مع قادة الجيش ترمي لإنتاج اتفاق جديد بين القوى السياسية بديلاً للإتفاق الإطاري.
وقال جبريل لدى مُخاطبته حشداً جماهيرياً بنيالا في جنوب دارفور إن ” لقائهم مع رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ونائبه الفريق أول محمد حمدان دقلو الأربعاء الماضي تم فيه الإتفاق على العمل الجماعي من أجل الوصول لإتفاق جديد يزيح كل العيوب التي اعترت الإتفاق الإطاري” وأردف “الإتفاق القادم سيكون أفضل من الحالي”.
وأشار جبريل في حديثه إلى أن العسكريين والمدنيين توصلوا لقناعة بأن الإتفاق الإطاري بصورته الحالية لن يحقق توافق جميع الأطراف وهو ما قادهم لإجراء إتصالات مع الممانعين، كاشفاً عن تشكيل لجان مُشتركة وأضاف ” نأمل أن تؤدى هذه الحوارات إلى إتفاق سياسي جديد يشمل الجميع”.

رفض وتصحيح
ويأتي حديث جبريل عن بديل للإطاري بالتزامن مع رفض قوى الحرية والتغيير المشاركة في ورش القاهرة تحت مبرر أن الإتفاق الإطاري قد وضع أساساً جيداً لعملية يقودها ويمتلكها السودانيون، وأنها شكلت اختراقاً في مسار استرداد التحول المدني الديمقراطي، مما يجعل الورشة متأخرة عن هذا السياق، وقد تجاوزها الزمن فعلياً.
و أعتبر بيان لمركزية التغيير؛ أن الورشة المزمع عقدها تشكل منبراً لقوى الثورة المضادة المرتبطة بالنظام البائد الذي أضرت سياساته بالبلدين وشعبيهما.
فيما غرد الناطق الرسمي باسم العملية السياسية المهندس خالد عمر يوسف قائلاً: “حديث الدكتور جبريل إبراهيم لا أساس له من الصحة ولا يوجد إتفاق جديد”.

الشارع لن يصمد
التعقيد لا يأتي فقط من تمترس جميع أطراف الحل في مواقفها تجاه الخروج من الأزمة الراهنة، بل في سلك طرق مغايرة بكل مرحلة الأمر الذي يجعل الوقت يمضي والأزمات تتفاقم وهو ليس من مصلحة الجميع كما يرى ذلك مراقبون.
فالمحلل السياسي د. وائل أبوك قطع بحديثه لـ”لايف ميديا” بأن الشارع لن يصمد طويلاً لينتظر الحل بسبب الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تمر بها البلاد وكذلك بسبب حالة السيولة الأمنية.
وقال أبوك إن رؤية الحل الآن غير واضحة لجهة أن المجلس المركزي للحرية والتغيير لن يقبل ببديل للإتفاق الاطاري، في وقت أربكت به المبادرة المصرية المشهد، وكذلك ترفض حركتي العدل والمساواة وتحرير السودان التدخل الخارجي بالإتفاق الإطاري وترحب بالمبادرة المصرية التي هي أيضاً أجنبية.
و عزا أبوك رفض الحركتين للإطاري لسبب فقدهما للإمتيازات التي نالتاها بموجب إتفاق سلام جوبا واللتين ترفضان تعديل الإتفاق، مشيرا إلى أن هذه قفزة من الحركتين في الظلام حالياً بيد أنهما ستعودان في آخر المطاف وتنضمان للإتفاق.

الرؤية ستتضح
المحلل السياسي حيدر المكاشفي أشار إلى أن هنالك تناقض في اجتماع حركتي العدل والمساواة وتحرير السودان بالبرهان من جهة وبحميدتي من جهة أخرى، لافتاً إلى أن هنالك تسريبات باجتماع سيعقد اليوم وسيجعل الرؤية تتضح.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.