Live Media Network

عقوبات أمريكية مرتبطة بمساندة مليشيا الدعم السريع – الأبعاد والتأثير

0

🟢 عقوبات أمريكية مرتبطة بمساندة مليشيا الدعم السريع.. الأبعاد و التأثير

🟢 تقرير إخباري / عائشة الماجدي

شبكة لايف ميديا

أتت عقوبات وزارة خزانة الأميركية على شبكات عابرة للحدود، مؤلفة من مواطنين وشركات كولومبية، تؤجج حرب السودان بسبب دورها في دعم مليشيا الدعم السريع المتمردة، اتت في وقت تواجه به المليشيا ضغوطاً دولية بسبب الانتهاكات والفظائع التي ارتكبتها مؤخراً وقادت إلى المطالبة بتصنيفها منظمة إرهابية ،الأمر الذي أثار الجدل حول مدى فاعلية وتأثير سلاح العقوبات على حرب السودان..

🟢 تفاصيل قرار الخزانة

وفرض مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC) التابع لوزارة الخزانة الأميركية عقوبات ، الثلاثاء، على أربعة أفراد وأربعة كيانات لدورهم في تأجيج الحرب الأهلية في السودان، وتتكوّن هذا الشبكات العابرة للحدود، المؤلفة أساسًا من مواطنين وشركات كولومبية، من جهات تقوم بتجنيد عناصر من العسكريين الكولومبيين السابقين وتدريب مقاتلين – بينهم أطفال – للقتال لصالح مليشيا الدعم السريع المتمردة.
وقال جون ك. هيرلي، وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية: “تستهدف وزارة الخزانة شبكة تقوم بتجنيد مقاتلين لصالح قوات الدعم السريع. لقد أثبتت قوات الدعم السريع مرة تلو الأخرى استعدادها لاستهداف المدنيين، بمن فيهم الرضّع وصغار السن. لقد عمّقت وحشيتها الصراع وزعزعت استقرار المنطقة، ما خلق بيئة خصبة لنمو الجماعات الإرهابية.”
ومنذ اندلاع الصراع في أبريل 2023، استهدفت الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها المدنيين بصورة متكررة، ونفذت عمليات قتل منهجية للرجال والصبية — حتى الرضّع — واعتدت عمدًا على النساء والفتيات عبر الاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي. كما هاجمت المدنيين ومنعتهم من الوصول إلى المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة. ولاتزال ترتكب هذه الفظائع، وآخرها في مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور.
وبدعم من مقاتلين كولومبيين، سيطرت الدعم السريع على الفاشر في 26 أكتوبر 2025 بعد حصار دام 18 شهرًا، وارتكبت بعدها عمليات قتل جماعي للمدنيين، وتعذيبًا ذا طابع عرقي، وعنفًا جنسيًا واسع النطاق. وفي 7 يناير 2025، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنّ أفرادًا من الدعم السريع ارتكبوا جرائم إبادة جماعية.

🟢 شبكة عابرة للحدود بقيادة كولومبية

ومنذ سبتمبر 2024، سافر المئات من العسكريين الكولومبيين السابقين إلى السودان للقتال إلى جانب قوات الدعم السريع المتمردة ويقدم هؤلاء الكولومبيون خبرات تكتيكية وتقنية، ويعملون كمشاة ومدفعيين، وطياري مسيّرات، وسائقي مركبات، ومدربين — بمن فيهم مدربون لأطفال يتم تجنيدهم للقتال لصالح الدعم السريع، وقد شارك المقاتلون الكولومبيون في معارك عديدة في أنحاء السودان، بما في ذلك العاصمة الخرطوم، وأم درمان، وكردفان، والفاشر. ولولا دعم العديد من الأفراد والشركات — ومعظمهم من كولومبيا — لما أمكن وجود هؤلاء المقاتلين الكولومبيين في السودان.
يذكر ان الحكومة السودانية كانت قد طالبت الرئيس الكولومبي بسحب “المرتزقة” الكولومبيين الذين يقاتلون في صفوف الدعم السريع خلال سبتمبر 2025، وصرح رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس للصحفيين على هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك نهاية سبتمبر 2025 إن الحكومة في بوغوتا تنظر لمناشدة السودان بعين الاعتبار بعدم السماح لمشاركة عناصر من كولومبيا، وتعهدت بالعمل على ذلك.

🟢 دليل ومؤشر واضح

ويثمن خبراء ، قيمة فرض هذه العقوبات لجهة التوقيت الذي أتت به من ناحية الضغوط الدولية ضد انتهاكات المليشيا، ومن ناحية أخرى المساعي الدولية لكبح جماح الحرب عبر محاصرة الداعمين.
ويرى الخبير الأمني والاستراتيجي الفريق جلال الدين تاور ان الخطوة التي اقدمت عليها الإدارة الأمريكية بتوقيع عقوبات على جهات خارجية والتهمة الموجهة لها في تغذية النزاع في دارفور ، ممتازة ، مشيرًا إلى ان تقديم المساعدات للدعم السريع تشمل المد بالمرتزقة والاسلحة والتدريب وهذا ساعد على ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم تطهير عرقي وجرائم حرب في دارفور .
و اوضح تاور من خلال تصريحاته ل”شبكة لايف ميديا” ان الوضع القانوني بالنسبة لهذه الشركات الكولومبية يتمثل في وضع المحرض بالنسبة للقانون الجنائي السوداني، ودور المحرض الثانوني في الجرم ، مبيناً ان الدور الأساسي هنا للدعم السريع .
واكد تاور ان العقوبات مؤشر ودليل واضح إلى أن الدعم السريع في طريقه للتصنيف كمنظمة إرهابية أجنبية في الولايات المتحدة وان هذا بمثابة تمهيد.
وأضاف: “الولايات المتحدة ضاقت بأفعال الدعم السريع وتصرفاته خاصة بعد فظائع الفاشر و بابنوسة والجنينة وغيرها وكلها مثبتة عند الأمم المتحدة ومحكمة الجنائيات الدولية”.
ونوه تاور إلى توقيع عقوبات فردية من قبل ضد الدعم السريع لكنه استدرك قائلاً هذه العقوبة الآن على الكولومبيين لأنهم داعمين للدعم السريع والعقوبات بالضرورة تؤثر على الكيانات الكولومبية موضع العقوبة، ولامتداداتها داخل دولة الإمارات وخارجها.

🟢 طريقة للحل عند العجز

من جهته قلل أستاذ العلاقات الدولية بجامعة أفريقيا العالمية د. محمد خليفة، من تأثير عقوبات الخزانة على الحرب في السودان ، مشيرًا إلى أن العقوبات الأمريكية طريقة للولايات المتحدة عندما تعجز عن إيجاد حل إيجابي ملموس على الأرض في بعض القضايا .
وقطع خليفة من خلال تصريحاته ل”شبكة لايف ميديا” بأن العقوبات غير فاعلة وغير مؤثرة ، لافتاً الى تجريب العقوبات مع نظام الإنقاذ والمعارضة وحتى في هذه الحكومة فرضت عقوبات على معظم قيادات الحكومة وكذلك الدعم السريع.
وشدد خليفة على أن العقوبات محاولة لكسب الرأي العام الدولي وليس لها أثر في الواقع ولا على حرب السودان.
وزاد: “العقوبات وجهت لطرف ثالث وهو الإمارات واضاف: إذا كانت الإمارات جادة عليها أن تطلب من الإمارات أن توقف الدعم من مليشيا الدعم السريع وكف يدها عن التدخل في الشأن السوداني”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.