أعلنا خروجهم من الحياد ودعم الجيش مناوي وجبريل… محاولة تعديل الصورة
تقرير: لايف ميديا
بعد أن أكملت الحرب في البلاد شهرها السابع، حيث راح ضحيتها أكثر من عشرة آلاف قتيل، وخمسة ملايين نازح في دارفور وجراء استمرار ممارسات مليشا الدعم السريع الجرائم ضد الإنسانية والإنتهاكات التي ارتكبتها في السودان وفي دارفور خاصة خرجت إثنين من أكبر الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام من مربع الحياد إلى دائرة القتال بجانب الجيش لحماية المدنيين.
قرار مشرف
وأعلنت حركتا تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي والعدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم، خروجهما عن الحياد حيال الحرب الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع المتمردة، وأعلنتا المشاركة في العمليات العسكرية بجانب الجيش.
وأوضح رئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم أن الشعب السوداني ظل ينتظر لحظة إعلان إنحيازهم للجيش في قتال المليشياوتعليقاً على ذلك وصفت الناطق الرسمي باسم الحرية والتغيير الكتلة الديمقراطية د. عاليا أبونا خطوة الحركتين بالموقف المشرف الذي يجنب البلاد شر التقسيم بسبب الجهوية.
وقالت أبونا لـ “لايف ميديا” إن الحركتين دعمتا الخط الوطني من خلال العمل الحكومي والعلاقات الخارجية ،وقطعت بأن القتال إلى جانب الجيش سوف يحدث تغيير كبير في الحرب وربما يعجل بنهايتها وذلك لمعرفتهم بطبيعة القتال ضد المليشيا وخبرتهم الكبيرة في حرب المدن ،وتشير إلى عدم تأثير الخطوة على ما يجري في جدة لأن الحركتين حتى وهم في الحياد أيدتا وثيقة جدة.
تفسير خطوة
وقال رئيس حركة جيش تحرير السودان مني أركو مناوي أن إعلان حيادهم تجاه الحرب منذ الأيام الأولى كان بغرض عدم توسع نطاق المواجهات العسكرية في السودان، مشيراً في المؤتمر الصحفي إلى إنتهاكات واسعة ارتكبتها قوات الدعم السريع في معسكرات النازحين وتسببها في زيادة عددهم لنحو خمس مليون نازح في إقليم دارفور.
مؤكداً أن تقسيم السودان كان واحد من أهداف الحرب وأشار إلى قيام جهات بتوزيع السلاح والآليات الحربية لبعض الأطراف بغرض إشعال حرب أهلية بولاية جنوب دارفور.
قرار صائب
ويقول الخبير العسكري، اللواء محمد نعم الله إن قرار القتال بجانب الجيش متأخر ولكنه صواب بعد غياب وأكد نعم الله لـ “لايف ميديا” أن الانحياز للجيش يصب في نظرية الحق والميزان وأن الميزان أصبح في صالح القوات المسلحة.
ويوضح أن الانحياز للجيش على الصعيد الداخلي يُهدد خطة الاستيلاء على دارفور وينسفها جملةً وتفصيلاً، وعلى الصعيد الخارجي يسقط كل الادعاءات وأسباب الحرب وهدفها لدى الميسرين وخاصة الإيقاد والإتحاد الأفريقي وتبرز عدم مصداقية المتمردين في عدم تنفيذ قرارات منبر جدة مما يجعل الميسرين في حرج عند السؤال لماذا لم تنفذ قرارات المنبر وكيف يتم تنفيذ الحالة الإنسانية وماذا تم في دارفور؟.
بُعد جديد
ويرى أن المحلل السياسي عبد القادر محمود أن إعلان حركتي تحرير السودان والعدل والمساواة وقوفهما إلى جانب القوات المسلحة والمشاركة الفعلية في خوض المعارك، إن المعركة ستأخذ بعداً جديداُ خاصة وأن قوات الدعم السريع استطاعت في فترة قصيرة أن تستولي على كبرى مدن إقليم دارفور الذي يشكل البيئة السياسية والاجتماعية والعسكرية لحركات الكفاح المسلح.
وأعتقد محمود ل”لايف ميديا” أن خطوة الحركتين بدعم الجيش والمشاركة في الحرب يعني أنهما فقدتا الأرضية الصلبة التي تقف عليها وتحاول الآن استعادة تلك الأرضية.
ويرى أن الإعلان لن يحقق أهدافه خاصة في الوقت الراهن، وذلك لانشغال حركتي مناوي وجبريل طيلة فترة وجودهم في الخرطوم بقضايا الصراع السياسي في المركز الذي كان خصماً عليهما فيما يخص قضايا دارفور ونزاعاتها ومعاناة سكانها.
ويقول إن حركتي مناوي وجبريل يسعيان جاهدين إلى استعادة بعض من المكاسب السياسية من خلال إعلان بورتسودان، وهذا لن يتم في الوقت القريب.
واستبعد محمود تأثير الإعلان على منبر جدة، وأضاف بل يتواصل الضغط الدولي على طرفي النزاع بما فيهم حركتي مناوي وجبريل باعتبارهما ضمن القوات المسلحة كطرف رئيس في الصراع.