Live Media Network

بالتزامن مع زيارة ترامب للمنطقة – ملف مفاوضات السودان يطفو على السطح

0

بالتزامن مع زيارة ترامب للمنطقة.. ملف مفاوضات السودان يطفو على السطح

تقرير اخباري : لايف ميديا

بالرغم من تمسك أطراف الصراع في السودان بالحسم العسكري و وسط اشتداد المعارك، تسيّد الجدل المشهد المحلي مُستقباً وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للملكة العربية السعودية، لجهة توسط الولايات المتحدة لوقف الحرب فى عدة مناطق في العالم ونجاحها بهذه المهمة، الأمر الذي جعل السودانيون يتوقعون حدوث ذات الأمر في حربهم لا سيما وأن الولايات المتحدة والمملكة من أكثر الفاعلين في التوسط بين الجيش ومليشيا الدعم السريع وتقدمتا بجهود عديدة منذ بواكير اندلاع الحرب..

فلاش باك
واندلع القتال بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع  في منتصف أبريل العام قبل الماضي، وتسبب في أزمات إنسانية عديدة وخلف عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، و مايقارب 12 مليون نازح ولاجئ ، فضلاً عن شبح المجاعة الذي يهدد حياة “25” مليون سوداني، وإضافة إلى تدمير البنية التحتية للبلاد، وقد صاحب إستمرار الحرب محاولات عدة لإيقافها شملت مبادرات إقليمية و دولية كمنبر جدة والمنامة وجينيف فضلاً عن مؤتمرات عديدة لازاحة انسداد الأفق السياسي واحداث توافق وطني يمهد الطريق لمفاوضات تنهي الحرب بيد أن جميعها باءت بالفشل.

حرب السودان حاضرة

وفي زيارة وصفت بالتاريخية وتعتبر الأولى له في ولايته الثانية وصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الثلاثاء إلى المملكة العربية السعودية برفقة وفدين أحدهما حكومي والآخر خاص يضم رجال أعمال،و تستمر الزيارة لعدة أيام وتشمل دولتي الإمارات وقطر.
زيارة ترامب تحمل أجندتها ملفات سياسية واقتصادية وأمنية من ضمنها ملف حرب السودان طبقاً لإعلان وزارة الخارجية الأميركية المسبق عن أن زيارة ترامب إلى السعودية لن تغفل دورها في إطار استضافة المفاوضات المتعلقة بالحرب في أوكرانيا، ودورها في تهدئة التوترات في السودان واليمن.

محمد بن سلمان يتعهد

ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قال إنهم سيواصلون جهودهم لانهاء الازمة في السودان من خلال منبر جدة الذي يحظى برعاية سعودية امريكية وصولا لوقف اطلاق نار كامل في السودان،جاء ذلك اليوم في كلمة ولي عهد المملكة العربية السعودية الافتتاحيه للقمه الخليجيه الأمريكية.

أنباء غير مؤكدة ونفي

و راجت مؤخراً أنباء تتحدث عن العودة إلى المفاوضات بين الجيش ومليشيا الدعم السريع من جهة، والسودان و دولة الإمارات من جهة أخرى، بيد أنها لم تُكلل بالتأكيد الحكومي، بل وسارعت المليشيا لنفي ذلك في بيان لها صدر أمس الأول اطلعت عليه “لايف ميديا” .
وقالت المليشيا لا وجود لأي مفاوضات، سواء سرية أو علنية، مع الطرف الآخر.
وأكد البيان أن ما يتم تداوله “لا أساس له من الصحة”، مشددًا على أن “نشر مثل هذه الأخبار الكاذبة لن يثني القوات عن مواصلة معركتها ضد ما وصفتهم بالفلول والمتطرفين” بحسب البيان .

إغلاق صفحة الجرائم والانتهاكات

الحديث عن المفاوضات وتوقعات وقف حرب السودان لم يكتنف الوسط الشعبي فقط، بل كان حاضراً في كلمات وتغريدات السياسيين ابرزهم رئيس الحركة الشعبية – التيار الثوري  ياسر عرمان حيث قال: يأمل ملايين السودانيين أن تُسهم زيارة الرئيس الأمريكي للمملكة العربية السعودية وبلدان الخليج في الدفع بأجندة وقف الحرب والسلام، والوصول إلى وقف إطلاق نار إنساني يُمكّن السودانيين من البحث في مستقبل بلادهم، وإغلاق صفحة جرائم الحرب والانتهاكات، وإيقاف البنادق التي وُجّهت إلى صدور الشعب.

إحياء الجهود القديمة

لم يمض بعيداً المحلل السياسي طاهر المعتصم عن ما ورد من تأكيد على حضور قضية السودان في زيارة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية للملكة العربية السعودية و دول خليجية رغم أن كلمات ترامب في المملكة لم تتحدث صراحة عن حرب السودان وتحدثت عن مناطق عديدة إقليمية و دولية.
المعتصم لفت بتصريحه لـ”لايف ميديا” إلى أن الرئيس الأمريكي طرح نفسه في برنامجه الإنتخابي بأنه داعية لإيقاف الحروب في المنطقة، مشيراً إلى أن هذا ترجم هذا فعلياً في كل من أوكرانيا وروسيا حيث أنهما ستلتقيان في اسطنبول في غضون أيام، وكذلك في قضية غزة، وأرسل في هذا الصدد مندوب رفيع إلى الدوحة للمفاوضات بين حماس وإسرائيل وتسليم الأسرى وغيره من القضايا العالقة، وكذلك الحال في اليمن و وصل لإتفاق فيها “.
وقطع بأن جميع هذه المتحركات الإقليمية تبشر بتوقعات وجود طي للصراع العسكري في السودان وربما يتم إتفاق ضمني في القمم الخليجية العربية في محاولة لإنهاء الحرب السودانية التي دخلت عامها الثالث.
وأضاف :” لا ننسى أن الولايات المتحدة لعبت دور مع المملكة العربية السعودية في بداية الحرب عبر منبر جدة الإنساني وبذلت الكثير من الجهود، وأتوقع إحياء هذه الجهود وأن يصل الصراع العسكري بين الجيش والدعم السريع إلى نقطة نهاية “.
وتابع : “الحكومة السودانية أعلنت في بورتسودان عبر مجلس الأمن والدفاع قطع علاقاتها مع الإمارات، ربما تكون نقطة نقاش، بالعموم الزيارة لها تأثيرها ولها مابعدها في حرب السودان كما في حرب أوكرانيا  وفلسطين”.

إعادة ترتيب المشهد

في السياق أوضح خبير العلاقات الدولية د. راشد محمد أن الزيارة في مستوى التعامل الدبلوماسي، مشيراً إلى أنها زيارة تبحث عن إعادة ترتيب الشرق الأوسط والتي تكون في النسق الاستراتيجي نتيجة حدوث صراعات في المنطقة ويتم إعادة ترتيب مشاهدها سياسياً”.
ونوه محمد بتصريحه لـ”لايف ميديا” إلى أن المملكة العربية السعودية من يدير ملف السودان خارجيًا، لافتاً أنها دولة ذات وظيفة محورية بالأبعاد السياسية والاقتصادية تتبعها الإمارات العربية المتحدة ذات الوظيفة المحورية فيما يتعلق بالمسائل الأمنية والعسكرية وكذلك قطر التي تذهب وظائفها في المعالجات وتضميد الجراح.
وأردف : “زيارة ترامب لهذه الدول تأتي لإعادة ترتيب المشهد السياسي في السودان من خلال التعامل مع الموقف الحالي وهو خروج الحرب إلى طور المواجهة المباشرة مع الإمارات وتصنيف السودان للإمارات كدولة عدو” ، قاطعاً بأن هذا يأزم وضع الإمارات وحلفاؤها البريطانيين الأمريكيين.
وأضاف :” من مخرجات الزيارة ستكون هنالك تشكيلات مرتبطة بالحالة الظرفية على ساحل البحر الأحمر لإيقاف هجمات المسيرات وإيقاف اللغة العدائية بين السودان والإمارات والإتجاه نحو التفاوض وإن كان فعلياً بدأ له أكثر من يومين بصورة سرية”.
وتابع : “بطبيعة الحال بعد المفاوضات السرية سيتم إعلان المفاوضات ويخلق لها مجال تفاوضي يتم من خلاله ترميم الصورة الافتراضية لحالة المفاوضات وتهيئة المناخ لقبول نتيجة المفاوضات “.
واسترسل محمد بالحديث قائلاً:” من نتائج الزيارة المباشرة على السودان نزع تشكيل الملفات المرتبطة بالسودان من السياسة الخارجية عبر دول المحور الوظيفي سواء الإمارات او السعودية وإعادة صياغة منطقة القرن الأفريقي بما يتوآم مع سياسة ونفوذ الولايات المتحدة والتعامل مع الصين و روسيا في مجال إضعاف نفوذهم في المنطقة “،مشدداً على أن تحركات الأخيرتين في المنطقة تسبب إزعاج كبير للولايات المتحدة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.