Live Media Network

إن المؤامرة علي البلاد كبيرة وأن كل من يظن الحرب سوف تننهي قريباُ و يسعى إلى معرفة مكسبه أو وضعه يجب أن يغير فهمه

0

بحر إدريس أبو قردة يكتب :

لظروف معينة خلال الأسبوع الاخير لم أتمكن من متابعة الأخبار بشكل عام إلا الأخبار التي علي درجة عالية من الأهمية.

إن المؤامرة علي البلاد كبيرة وأن كل من يظن الحرب سوف تننهي قريباُ و يسعى إلى معرفة مكسبه أو وضعه يجب أن يغير فهمه، إن دولة الامارات سوف تعمل بكل قوة لمحاولة فتح جبهات جديدة و تقوية الجبهات القائمة علماً بأن تقديراتي فيما يمكن أن يحدث في بعض الجبهات كانت خاطئة.

أعود و أقول مرة اخرى إن المؤامرة كبيرة جداً جداً و لن تقف الإمارات إلا بتدمير السودان أو تقسيمه إلى عدد من الدويلات حسب رغبة القوي الدولية التي أوكلها أمر السودان أو على الأقل فرض حكومتين كما فعلت في ليبيا و اليمن لذلك يجب علي قيادة الدولة الجيش والحركات المسلحة و الغالبية العظمى من الشعب السودانى الذي يساند الجيش الحفاظ على البلاد وتنفيذ الخطوات التالية:

قيادة الدولة و الجيش:يجب ألا تخجل أو تتحسس من اتهامها أن فئة من السودانيين تساندها مهما قيل ( فلول أو نظام سابق أو أحزاب معينة أو قبائل معينة أو دولة معينة أو غيرها.

ضرورة فهم أن ليست هنالك حرب تدار استناداُ علي الجانب العسكري وحده (للأسف هذا الذي تم خلال الفترة ) وعليه لابد من اتخاذ قرارات عاجلة لإعادة تشكيل كافة أجهزة الدولة إبتداءً من مجلس السيادة و مجلس الوزراء وحكام الولايات و بقية الأجهزة بحيث تنسجم قناعاتها و أدائها مع الدولة والجيش لمواجهة التحدي لدحر المتآمرين داخلياً و خارجياً ،أن تبدأ فوراً في تبصير الشعب سياسياً و إعلامياً و عسكرياً ( عسكرياً حسب الحاجة ) ويجب أن تكشف وتفضح وتعري المتآمرين جميعاً خارجياً وداخلياً طالما توفرت المعلومات اللازمة دون أي مواربة بل الإنتقال إلى التعامل بالمثل مع الجميع بسياسة واضحة يجب أن تستمر على هذا النهج دون توقف حتي نهاية المؤامرة.

يجب التخلص من الخوف من استنفار الشعب عسكرياً في كافة بقاع البلاد لدعم و إسناد الشعب عسكرياُ و الاهتمام بالمستنفرين وأنخراطهم مع الجيش طالما أكملوا التجهيزات المطلوبة.

يجب التخلص من التردد من التعامل مع الحركات المسلحة التي تود الانخراط مع الجيش للدفاع عن البلاد التي سبق أن طالبت من قبل إكمال الترتيبات الأمنية و لكن القيادة تلكأت في تنفيذ الإجراءات المطلوبة في ذلك الوقت وتعلم قيادة الجيش جيداُ أن بعض هذه الحركات أعلنت الحياد لظروف معينة خاصةً بإقليم دارفور لكنها بذلت مجهوداُ كبيراً و قدمت عدد كبير من الشهداء و الجرحى و المفقودين .

يجب أن تعلم القيادة أن منبر جده لن يجلب سلاماُ علي إنهاء الازمة السودانية علي أساس خروج الدعم السريع من بيوت الناس والمؤسسات الخدمية إلى معسكرات محددة بضمانات من الوساطة لاضافتهم و دمجهم لتحقيق الشرط الأساسي في الجانب العسكري هو الجيش الوطني الواحد تحت قيادة عسكرية واحدة في كافة الجوانب هذا لن يحدث من خلال المفاوضات الجارية لأن عادةً الجلوس للمفاوضات أثناء الحروب يجب أن تكون الأوضاع العسكرية علي أربع سيناريوهات و هي:

١- هنالك تفوق واضح لأحد الطرفين يتم التفاوض على أساس قبول الطرف الثاني شروط الطرف الأول الأساسية للخروج بأقل الخسائر دون تكتيك هذا ما لا يشعر به الدعم السريع الآن.

٢- هزيمة أحد الأطراف بشكل واضح و يتم التفاوض على أساس شروط الاستسلام هذا ما لم يحدث حتي الآن.

٣-استنزاف الطرفين و الوصول إلى مرحلة توازن الضعف ( War Fatigue) بحيث أن الطرفين علي أستعداد لتقاسم الاهداف ، لا أعتقد أننا وصلنا إلى هذه المرحلة لأن هنالك تفوق واضح للجيش في بعض الجوانب الأساسية الإستراتيجية للجيش لكن لا يمكن ضمان الحفاظ على هذه الجوانب من التفوق إلا باتخاذ الاجراءات التي ذكرناها أنفاً و لتعزيزها بانتصارات عسكرية واضحة و بدعم أكبر من الشعب، هذا السناريو الثالث إذا حدث في الحروب الداخلية مثل وضعنا اليوم سوف تنجح سياسة المتآمرين و يصلون إلى أهدافهم ولو بعد حين.

٤- تدخل طرف ثالث له قول (Leverage) على الطرفين ( قد تكون عدد من الأطراف في شكل طرف واحد ) لفرض إيقاف الحرب وفرض التسوية ،في هذه الحالة لن تستمر التسوية لفترات طويلة وسوف تندلع الحرب مرة أخرى ما لم تستمر مصلحة وقوة الطرف الثالث لفترة طويلة حتي يتثبت الاستقرار ، هذا أمر بعيد المنال في أوضاعنا الحالية لسببين:

اولاً : لعدم وجود مثل هذا الطرف و أن وجد ليكون أميل لطرف الدعم السريع.

ثانياً : لعدم وضوح سياسة البلاد الحالية دولياً ، من حيث ( تحديد الأصدقاء و الأعضاء ) بشكل واضح والتعامل علي أساسه سراً و علانيةً،لكل ذلك علي قيادة الدولة والجيش ألا تتوقع حلًا يحافظ على وحدة البلاد ووحدة مؤسسات الدولة و الاستقرار من هذه المفاوضات ، وعليه الا تركز كثيراً عليها ،لكنها يجب عليها البقاء فيها ثانوياً ولكن بشرط التمسك بأساسياتها بشكل واضح ومعرفة تكتيكات الوسطاء و الطرف الثاني جيداً.

– يجب علي قيادة الدولة والجيش و الحركات المسلحة أن تتصرف سريعاً جداُ جداً في دارفور و تعيد الأمور إلى نصابها في نيالا وإلا سوف تخرج الأمور عن السيطرة تماماُ و سوف يستولى المتآمرين على دارفور كمرحلة أولى و ينتقلون إلى كردفان لاحقًا وفي ذات الوقت سوف يعملون على تعزيز وضعهم في الخرطوم في الأيام المقبلة بمزيد من الأسلحة و القوي البشرية و بدأ الهجمات مرة أخرى على المواقع الإستراتيجية علي أمل الاستيلاء عليها ، يجب ألا تتوهموا بأنهم سوف يخرجون من الخرطوم إلا يتم إجبارهم علي ذلك كما يجب الا تسخروا من قدراتهم و خطتهم العسكرية و السياسية لأن هنالك غرف عسكرية وسياسية علي درجة عالية من الكفاءة و المعرفة و القدرة من الأجانب والسودانيين تعمل معهم علي مدار اليوم.

– يجب عمل تغيير جذري في السياسة الخارجية وبناء تحالفات واضحة علي مصالح واضحة تمكن البلاد و الجيش في الحصول على كل الاحتياجات خاصةً العسكرية في أعجل ما يتيسر كذلك تغيير في الذين يديرون الملف الخارجي بحيث يُفعّل الملف و يجعله الخط الثاني للمعركة بجانب الجانب العسكري الذي يقوم به الجيش.

الحركات المسلحة هنالك نوعين من قيادات الحركات المسلحة اشدّد علي كلمة القيادات ( لأن القاعدة العسكرية رأيها واضح تجاه الدعم السريع و مشروع اختطاف البلاد و السيطرة عليها.

هنالك أصلاً قيادات متواطئة أو متحالفة سراً مع الدعم السريع قبل و بعد الحرب وأخذت منه أموال ولا يرجي منها لكن هناك قيادات وطنية أتخذت مواقف حسب الأوضاع السابقة لكنها يجب عليها تغيير المواقف الآن والوقوف بشكل واضح مع الجيش لأن الأوضاع قد تغيرت الآن و التحدي أصبح في مراحلة أما التصرف سريعاُ من الجميع بوحدة كاملة دون إي تكتيكات أو ضياع البلاد وضياع الكل عاجلًا او أجلًا.

إذًا علي القيادات الوطنية من الحركات المسلحة التحرك عاجلًا و بتنسيق تام مع الجيش للتعبئة تبصير قواعدها العسكرية والشعبية بالمخاطر التي تُهدد البلاد خاصةً واقليم دارفور و العمل على التعبئة و التجهيز لمواجهة الخطر الماثل إن لم تفعلوا ذلك سوف تكونون ذليلين مقهورين تحت قيادة و توجيهات الدعم السريع قريباُ وتكونوا عملاء وقوة عسكرية تابعة لكفلاء الدعم السريع.

الشعب السودانى علي الشعب السودانى أن يدرك أن المؤامرة كبيرة و بحاجة إلى وقفة قوية جداً مع نفسه ومع جيشه عليه يجب التحرك من مربع العواطف و تبسيط الأمور وأن الموضوع أيام و هؤلاء شرمة إلى معرفة الحجم الحقيقي للتحدي والتعامل علي اساسه.

– دعم الاستنفار بالرجال و المال و بكلما تملكون.على القوي الوطنية الداعمة للجيش و الرافضة للتدخلات الأجنبية السالبة أن تتجاوز الخلافات السياسية وتقوية آلياتها السياسية و الشعبية سريعاُ لملأ الفراغ السياسي داخلياُ وخارجياُ .

علي الشعب السوداني تجاوز ما يفرقهم سريعا وهو ليس بقليل بفعل المياه الكثيرة التي جرت تحت جسر تطورات الأوضاع في البلاد في الفترة الماضية ( العمل الجهوي و الاستقطاب الاثني و خطاب الكراهية تقسيم التحديات الوطنية إلى جهات و مناطق و الهجوم الاعلامي علي بعضهم البعض في وسائل التواصل الإجتماعي و تحميل المسئولية إلى بعضهم البعض) الآن الوقت للحفاظ علي البلاد ولا وقت لغير ذلك.

– علي الاعلاميين الوطنيين الذين عملوا ليل نهار الدفاع عن البلاد و الجيش في المرحلة السابقة عليهم الانتقال إلى مرحلة جديدة أكثر قوة وصمود و مواجهة دون مواربة مع كل المتآمرين سواء كانوا دول أو جهات أو شخصيات أو غيرها بكشفهم و تعريتهم و ادانتهم بوضوح.

أخيراً يا شعبنا أدعو ربكم ليل نهار للحفاظ على البلاد و أهلها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.