الإتفاق الإطاري.. هل يبعثر أوراق مركزيةالتغيير؟
تقرير إخباري: لايف ميديا
الخطوة التي اتخذها حزب المؤتمر السوداني أحد أبرز الأحزاب المكونة لمركزية الحرية والتغيير خلال الساعات الماضية والخاصة بحل الأمانة العامة وإحالة عدد من منسوبي الحزب للمحاسبة وفقا للتسريبات يقال أنها نتاج لخلافات داخل الحزب فيما يخص الإتفاق الإطاري الذي فيما يبدو ادخل شركاء مركزية التغيير في فترة حرجة فقبل هذه خطوة المؤتمر السوداني غادر التحالف حزب البعث العربي الإشتراكي الذي اعتبر أن التوقيع على الإتفاق الإطاري شرعنة للإنقلاب وخطأ استراتيجي يرتكبه المجلس المركزي،هذا بجانب إزدياد التململ في المركزية بذات خصوص الإطاري.
موجة التململ
- تقارير صحافية كشفت الأسبوع المنصرم عن ازدياد التذّمر وسط بعض القوى السياسية الموقّعة على الاتّفاق الإطاري.وقالت صحيفة الحراك السياسي، إنّ هناك موجة من التململ والغضب انتابت قيادات بارزة داخل الحرية والتغيير ـ المجلس المركزي ـ جراء التوقيع على الإطاري.وأشارت إلى مذكرة رفض كان قد أصدرها تيار داخل التجمّع الإتحادي، علاوة على اتّخاذ حزب المؤتمر السوداني لقرارات بتجميد عضوية عدد من منسوبيه، بيد أنّ مصادر الصحيفة عادت واستبعدت تأثير الأمر على العملية السياسية الجارية.وقالت إنّ العملية السياسية ستمضي إلى غاياتها، وأنّ الأسابيع الثلاثة المقبلة ستشهد التوقيع النهائي على الإتفاق بين المدنيين والعسكريين
.صراع التيارين
وكثيراً ما حملت التقارير الصحفية أنباء تؤكد وجود تيارات داخل التحالف نجمت عن الإختلاف في وجهات النظر لطريقة حل الأزمة، فكان صراع التيارين الأبرز (المرحلي والجذري) ليمتدا داخل الأحزاب ولجان المقاومة وبقية القوى الثورية، بيد أن تيار (الحل المرحلي) تقدم واستطاع أن يمضي قدماً بالتوقيع على الإتفاق ثم الولوج إلى العمل بالملفات الخمسة المُمرحّلة، استعداداً للتوقيع النهائي والذي حُدد له يناير المقبل. وقد ربط الكثيرين صراع التيارين بأزمة حزب المؤتمر السوداني التي أودت إلى إحالة (17) من أعضاء الحزب للجنة تقصي حقائق وتجميد عضويتهم وحل الأمانة العامة وتأجيل المؤتمر السادس للحزب فضلاً عن اقالات، بيد أن عضو المكتب السياسي المجمدة عضويته نور الدين صلاح الدين قال لـ”لايف ميديا” إن وجود تيارين داخل حزبهم ليس بسبب الإطاري فهم متفقون عليه ولكن بسبب طريقة إدارة الحزب، قاطعاً بأن الأزمة تنظيمية بحتة وتخص الحزب ولن تنعكس على تحالف الحرية والتغيير لأنهم يعملون بمؤسسية داخل الحزب.
بالمدى البعيد
دالمحلل السياسي د. عبد الناصر سلم بيّن لـ”لايف ميديا” : على المدى القريب لن تؤثر هذه الصراعات الدائرة داخل الحرية والتغيير على الاتفاق الإطاري الذي تم التوقيع عليه لأنه سيأتي بعده مايعرف بالإعلان الدستوري القادم، وهو الذي يمكن أن يخلق نوع من الصراع داخل الحرية والتغيير لأن الإعلان هو الذي سيتحدث عن المحاصصات وتقاسم السلطة وما إلى ذلك. واستبعد سلم حدوث خلاف على المدى القريب برغم خروج حزب البعث، منوهاً إلى أن الخروج لن يكون له تأثير كبير على التحالف بسبب امتلاكه أحزاب كبيرة فضلاً عن الإجماع الدولي والإقليمي على إنجاح الإتفاق بصورة أو بأخرى لإخراج البلاد من حالة الاحتقان الموجود به. وتابع: لكن على المدى البعيد تكمن الخطورة فالشيطان في التفاصيل، الصراع يمكن أن يحدث إذا تم إقصاء أحزاب أو اقصائها من التمثيل داخل الحكومة القادمة.
نتاج الديمقراطية
الكاتب الصحفي والمحلل السياسي عبد الحميد عوض أقر بتأثر تحالف الحرية والتغيير بمغادرة حزب البعث وأيضا بالكثير من الخلافات التي تحدث حاليآ والقادمة بسبب إختلاف مكوناته وايدلوجياتها.وأوضح عوض بحديثه لـ”لايف ميديا” أن الخلافات نتاج طبيعي للديمقراطية سيما وأن التحالف يضم أحزاب كبيرة وحركات مسلحة و واجهات نقابية، لافتاً إلى أن التحالف يحتاج للاتفاق على الحد الأدنى في المرحلة المقبلة. وأضاف؛ التحالف يعتبر الأكبر في تاريخ السودان واستطاع قيادة حراك ثورة ديسمبر، وحقق أشياء كثيرة إلا أنه يحتاج لعمل مضني لتقويته وفقاً للمتغيرات التي طرأت.