السودان يُصعِّد ضد الإمارات .. ماذا بعد الخطوة ؟
⛔️ السودان يُصعِّد ضد الإمارات.. ماذا بعد الخطوة؟
تقرير أخباري : عائشة الماجدي
لايف ميديا
على نحوٍ تصعيدي أعلن مجلس الأمن والدفاع السوداني قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة الإمارات بُعيد إستهداف الطيران المسيّر لمنشآت حيوية بمدينة بورتسودان، وتأتي خطوة قطع العلاقات عقب خطوات عديدة مضت بها حكومة السودان بسبب تمويل ودعم الإمارات لمليشيا الدعم السريع في حربها ضد الجيش السوداني وبنية البلاد التحتية وارتكاب انتهاكات عديدة ضد السودانيين..
⛔️ فلاش باك
وكان السودان قد اتخذ خطوات تصعيدية دبلوماسية ضد الإمارات منذ شهور الحرب الأولى، اعقبها تصعيد دولي وذلك بتقديم شكوى ضد الإمارات أمام مجلس الأمن الدولي بسبب دعمها لمليشيا الدعم السريع ضد الجيش السوداني، فالسودان كان قد اتهم الإمارات مُسبقاً بتوفير السلاح والدعم اللوجستي للدعم السريع عبر تشاد وأفريقيا الوسطي المجاورتين لدارفور ، بيد أن الإمارات نفت تلك الاتهامات،رغم تقرير خبراء الأمم المتحدة الذي وصف أدلة السودان بأنها ذات مصداقية، و مؤخراً اتجه السودان لمحمكة العدل الدولية بيد أن المحكمة شطبت القضية قبل يومين بمبرر عدم الاختصاص.
يذكر أن توتر البلدين صاحبته وساطات لإحداث انفراج بأزمة البلدين كالمبادرة التركية مطلع هذا العام..
⛔️ ماذا قال مجلس الأمن والدفاع؟
مجلس الأمن والدفاع السوداني أعلن رسمياً قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة الإمارات، معتبراً إياها دولة عدوان، مشدداً على سحب السفارة السودانية والقنصلية العامة من الإمارات.
واتهم المجلس في بيان له صدر أمس الثلاثاء، الإمارات بدعم مليشيا الدعم السريع، وصفها إياها بأنها وكيلها المحلي الذي يهديد وحدة أراضي السودان.
واتهم المجلس الإمارات بتصعيد دعمها لمليشيا الدعم السريع، بما في ذلك تزويدها بأسلحة استراتيجية متطورة، مما يعكس تصاعد التوترات الإقليمية وتأثيرها على الأمن الداخلي للسودان.
أفاد البيان أن الدعم السريع استمرت في استهداف المنشآت الحيوية والخدمية في البلاد، حيث كان آخر تلك الاستهدافات هو الهجوم على مستودعات النفط والغاز، بالإضافة إلى ميناء ومطار بورتسودان، ومحطات الكهرباء والفنادق. وأكد البيان أن هذه الأفعال تشكل تهديدًا للأمن الإقليمي والدولي، وبشكل خاص لأمن البحر الأحمر، مما يستدعي اتخاذ تدابير عاجلة لحماية هذه المنشآت الحيوية.
وشدد المجلس على أن السودان يحتفظ بحق الرد على العدوان بكافة الوسائل المتاحة، وذلك من أجل الحفاظ على سيادة البلاد ووحدة أراضيها، وضمان حماية المدنيين واستمرار تدفق المساعدات الإنسانية.
وأشار المجلس إلى أن هذا الحق يتماشى مع نص وروح المادة الحادية والخمسين من ميثاق الأمم المتحدة، التي تمنح الدول الحق في الدفاع عن نفسها في مواجهة التهديدات.
⛔️ قرار باجماع الأعضاء
من جانبه أكد وزير الثقافة والإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية ، خالد الإعيسر، أن مجلس الأمن والدفاع السوداني قد اعتبر الإمارات دولة عدوان وقطع العلاقات معها.
وفي تصريحات صحفية، أشار الإعيسر إلى أن القرار جاء بإجماع الأعضاء وفي ضوء توافق شامل بين قيادات الدولة، مؤكدًا أنه يُعّد ضروريًا لمواجهة التدخلات التي تمس السيادة السودانية. كما أبرز أن الحكومة تحتفظ بحقها في اتخاذ “إجراءات أكثر حدة” في المستقبل.
وأكد الإعيسر أن قرارات الحكومة الأخيرة تتماشى مع تطلعات الشارع السوداني، موضحًا أن الشعب يراقب بصبر. ورغم وجود روابط تاريخية بين الشعبين، فإن الإمارات لم تُظهر الاحترام المطلوب، مما استدعى اتخاذ تلك القرارات على حد قوله.
⛔️ آخر مسمار على النعش
“خطوة قطع العلاقات تعتبر آخر مسمار يدق على نعش العلاقات السودانية الإماراتية” هكذا ابتدر أستاذ العلاقات الدولية بجامعة أفريقيا العالمية د. محمد خليفة، تصريحه لـ”لايف ميديا”، منوهاً إلى أن التصعيد بدأ منذ وقت مبكر بتصريحات كبار المسؤولين في الدولة وصولاً للشكوي التي تقدمت بها حكومة السودان لدى محكمة العدل الدولية.
وقال خليفة إن الأمور كانت مرشحة للتطور حتى جاءت الاعتداءات على بورتسودان بالطيران المسير حيث تعدت هذه الاعتداءات على قلب البلاد أو العاصمة المؤقتة الأمر الذي جعل مجلس الأمن والدفاع يعلن قطع العلاقات.
خليفة شدد على أن الخطوة سيكون لها مابعدها من تصعيد مستمر، مرجحاً أن يتقدم السودان بشكوى لمجلس الأمن الدولي، و تقديم شكاوى أخرى لجهات أخرى كذلك مثل الجامعة العربية وغيرها.
وأردف : “أعتقد أن هذا التصعيد سيستمر في حال لم تحدث تدخلات للتفاوض بين الدولتين كانعاش الوساطة التركية”.
⛔️ قمة رأس الجليد
وفي السياق لفت المحلل السياسي د. عبد الناصر سلم إلى أن تاريخ بداية الحرب في 15 ذاته تاريخ توتر العلاقة مابين السودان والإمارات، مشيراً إلى أن السودان كان يسعى لإيجاد حل عبر الوساطات الدولية لتقليل هذا التوتر وتقريب وجهات النظر بين الدولتين.
ونوه سلم إلى أن السودان اتهم الإمارات بأنها الداعم الأساسي للدعم السريع وتأوي قيادات الدعم السريع بداخل أراضيها، مبيناً أن مرحلة قطع العلاقات بين الطرفين بمثابة قمة رأس الجليد لأزمة كانت مدفونة وتدار بنفس هادئ إلا أنه منذ الجلسة الأخيرة لمجلس الأمن وحديث مندوب السودان لدى الأمم المتحدة الحارث بدأ يتغير.
وأضاف : “واضح في خطاب الدولة السودانية هذا التغيير يشير إلى أن المشكلة ليست في الدعم السريع بل في الإمارات التي تدعمه، كما طالب المندوب بوقف الدعم عنه”.
و أوضح سلم بتصريحه لـ”لايف ميديا” أن الخطوة تطورت بمرحلة الاعتداءات على بورتسودان بالمسيرات الاستراتيجية التي لم يكن يملكها الدعم السريع، ومعلومات الحكومة تؤكد أنها أتت من الإمارات الأمر الذي يعتبر عدوان مباشر من الإمارات على الدولة السودانية وعلى هذا الأساس قامت بقطع العلاقات”.
وأردف سلم :” رغم تأزم العلاقات بين الدولتين أعتقد ستدخل وساطات بينهما، هذا بجانب التوقعات بسعي السودان للمحاكم الخارجية”.
وتابع :” المرحلة القادمة ستشهد تطورات ميدانية، وهذا سيقود إلى تعجيل قيام القاعدة الروسية في البحر الأحمر لحماية المنطقة”.