نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي د. محمد بدرالدين في حوار لايف ميديا
نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي د. محمد بدر الدين في حوار لــ”لايف ميديا”
المشهد السوداني عسكري أكثر مما هو سياسي
الدور العربي في الأزمة السودانية سلبياََ
القوى العسكرية التي قاتلت مع الجيش قاتلت بدافع حماية مناطقها
بعد وقف الحرب سيكون للسودان شأن كبير في المنطقة والعالم
أكد نائب الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي د. محمد بدر الدين غياب صوت القوى السياسية في المشهد السودان في ظل الظروف التي تمر بها البلاد، وأرجع ذلك لسيطرة القوى العسكرية على المشهد، وقال بدرالدين في حوار مع “لايف ميديا” إن هناك تمدد غير مستقر، على حساب المدنيين العزل، وأن الجيش يتقدم ويتراجع وكذلك الدعم السريع.
وشدد على ضرورة أن يدفع تقدم الجيش للحوار من أجل وقف الحرب، فضلاً عن الوصول إلى صيغة تفضي لإقامة وطن ديمقراطي متسامح ومتساوي الحقوق ينهي جميع القضايا الموروثة التي أدت إلى هذا الخراب فإلى تفاصيل الحوار.
حوار: محجوب عيسى
كيف تقرأ المشهد السياسي السوداني في ظل التعقيدات الداخلية والمتغيرات الخارجية؟
المشهد السوداني عسكري أكثر مما هو سياسي ولا يوجد أي صوت للحديث السياسي للتدخل لوقف الحرب، منذ بدايته محصور في فصيلين داخل الجيش حدث بينهما قتال داخلي، أصبح له تداعيات داخلية أبرزها تمدد القتال في كل السودان عدا أجزاء قليلة وهي مهدده، بجانب الأزمات الإنسانية، اللجوء والنزوح، وانتهاكات تضر منها الشعب السوداني.
أما التداعيات الخارجية، تتمثل في محاولة الفاعليين الإقليميين والدوليين حماية مصالحها.
الواقع يؤكد كل يوم أن البلاد تواجه أزمة مفصلية خطيرة لأي مدى ترى تفاعل القوى السياسي مع هذه الأزمة الخطيرة، هل يكفى إطلاق الدعوات بلا للحرب أو الأمنيات بحلول جذرية، ما الذي يمكن فعله؟
القوى السياسية قدمت ما لديها قوى الحرية والتغيير تطورت وصلت إلى (تقدم) وتم طرح تجمع القوى السياسية ضد الحرب، وهناك قوى سياسية إصطفت خلف الجيش وهذه لافتات للمؤتمر الوطني أكثر من أنها إنحياز للجيش، القوى العسكرية التي قاتلت مع الجيش قاتلت بدافع حماية مناطقها.
كيف تقرأ تقدم الجيش السوداني في عدة محاور قتالية وخصوصا بولاية الجزيرة؟ وما هي أهمية هذا التقدم؟
هناك تمدد غير مستقر، على حساب المدنيين العزل، الجيش يتقدم ويتراجع وكذلك الدعم السريع. تقدم الجيش يجب أن يدفعه للحوار من أجل وقف الحرب
.. لا يوجد من ينقل الصورة من أرض الواقع كاملة.
بعد فشل كافة الجهود لوقف الحرب ما هي رؤيتكم للحل الشامل؟
لا بديل للحل السياسي عبر التفاهم والحوار لأن القضايا المختلف عليها ليست بالقضايا الشائكة العويصة، قضايا بسيطة يمكن حلها، الخلافات في قضايا الترتيبات الأمنية لدمج قوات خارج الجيش داخل الجيش، إذا جلس المتقاتلان يمكن حل هذه القضية ليس هناك رؤى أو حل يمكن أن يكون سوى الجلوس في حوار سوداني سوداني.
هل تعتقد أن الحسم العسكري الذي يتمسك به الجيش بات أكثر واقعية لإنهاء الحرب؟
الحسم العسكري تكلفته عالية ولا يفضي لنصر لإحدى الطرفين الآن الجيش يتقدم وقوات الدعم السريع تتراجع لكن ستظل هناك بؤر.. حتى تكون آخر الحروب لن تحسم عسكرياََ ويجب أن تحسم عبر الحوار والاتفاق والتفاوض.
الأفضل الحوار والوصول إلى صيغة تفضي لإقامة وطن ديمقراطي متسامح متساوي الحقوق ينهي جميع القضايا الموروثة التي أدت إلى هذا الخراب.
للننتقل للمحور الخارجي.. العلاقة بين البرهان والسيسي تشكل رافعة قوية ليس فقط للعلاقات السودانية المصرية بل للعلاقات العربية… كيف يمكن أن تنظر لهذه العلاقة المتميزة بين الرئيسين؟
من الأوفق والأجدر أن يكون هنالك علاقات متميزة وأن تسعى الحكومة المصرية لتهدأت الأوضاع في السودان ووقف الحرب بقدر ما فيه مصلحة للشعب السوداني فيه مصلحة لمصر واستقرار حدودها الجنوبية.
كيف ترى الدور العربي في الأزمة السودانية؟
الدور العربي في الأزمة السودانية مازال سلبياََ، خاصة هناك اتهامات وجهت للإمارات وأنها الداعم الأساسي للدعم السريع وهناك شكوى من الحكومة.
ما تعليقك على التقارب السوداني الروسي وما هي المصالح التي يمكن أن يحققها السودان؟
جميع الدول تسعى لمصالحها والسودان جاذب وتتنافس الدول الكبرى عليه لما يمتلك من موارد طبيعية وبشرية.
تمر منطقة القرن الأفريقي بمتغيرات كبيرة تهدف إلى زيادة التوتر.. كيف تنظر وتقيم هذه المتغيرات وما هي إنعكاساتها على السودان؟
منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر منطقة إستراتيجية تمر بها نسبة كبيرة من التجارة العالمية ولها تأثير كبير في الأمن والسلم الدوليين.
المنطقة مازالت متوترة لا سيما وأن القرن الأفريقي منطقة حيوية في السياسة الدولية ومنطقة إستراتيجية عسكرية مهمه ، شهدنا ما حدث في اليمن بالنسبة لتهديد الملاحة الدولية أثر على التجارة وزاد من تكلفة المواد التجارية العابرة من وإلى المنطقة، وما يحدث في المنطقة سلباََ أو إيجاباََ يؤثر على السودان.
كيف يمكن تحقيق تقارب إقليمي أكبر بين السودان ودول الجوار لمواجهة التحديات الراهنة والطارئة ؟
الآن الأولوية لوقف الحرب وبعدها السودان مؤهل للعب دور دولي وإقليمي فعال السودان منطقة جاذبة دولياََ وإقليمياََ..بعد وقف الحرب سيكون للسودان شأن كبير في المنطقة والعالم كما كان له في السابق، وإذا استعاد عافيته يمكن أن يلعب ذات الأدوار في المنطقة.