Live Media Network

2023 … عام تمرد وإنتهاكات المليشيا في السودان

0

تقرير : لايف ميديا

يُعد العام 2023 الذي يطوي صفحاته من بين أسوأ الأعوام التي مرت على الشعب السوداني بفعل تمرد مليشيا الدعم السريع على القوات المسلحة السودانية منتصف أبريل الماضي هذا التاريخ الذي سيبقى عالقاً في أذهان الشعب السوداني الذي لايزال يعاني من ممارسات وانتهاكات مليشيا الدعم السريع التي مددتها حتى وصلت ولاية الجزيرة حيث أدت هذه الإنتهاكات إلى فرض وزارتا الخزانة والخارجية الأمريكيتين في سبتمبر الماضي عقوبات على قائد ثاني المليشيا عبد الرحيم حمدان دقلو بتهمة ارتكاب أعمال عنف وانتهاكات لحقوق الإنسان.

انتهاكات مختلفة

ولا يمكن أن يختلف إثنان في ممارسات وانتهاكات مليشيا الدعم السريع في ظل دخولها لكل بيت سوداني في الخرطوم وولاية الجزيرة وغيرها من مناطق الاشتباكات، إذ شملت الممارسات القتل ،النهب، الترويع ، الاغتصاب والإختطاف إلى جانب إتخاذ المواطنين دروعاً بشرية والسيطرة على المنازل والمنشآت المدنية إذ لازالت هذه المليشيا تمارس انتهاكاتها وجرائمها البشعه بحق الشعب السوداني لأكثر من ثمانية أشهر.

شهود عيان

ويؤكد مواطن من ولاية الجزيرة لـ”لايف ميديا” أنه عقب سيطرة المليشيا على حاضرة ولاية الجزيرة مدينة ودمدني باشرت عادتها المحببة التي تتمثل في انتهاك حقوق الإنسان من أعمال نهب وسلب حيث قام أفراد المليشيا بنهب قرى ومدن ولاية الجزيرة وسط البلاد، ولم تترك شئ من سيارات وجرارات.

نهب مشروع

إلى ذلك أعلن محافظ مشروع الجزيرة عمر مرزوق أن جميع مكونات مشروع الجزيرة الزراعي، قد تعرضت للسرقة والنهب على يد المليشيا بعد اقتحامها لمقر إدارة المشروع في منطقة بركات جنوب الجزيرة.

وفي السياق ذاته أعلن المدير العام لشركة السكر السودانية جاد الرب خالد عن تعرض مصنعي سكر الجنيد وسنار ومركز بحوث قصب السكر لعمليات نهب واستباحة كاملة خلال الهجوم الذي نفذته مليشيا الدعم السريع على المنطقة ونهب كل السيارات الصغيرة والكبيرة التي تعمل بالمصانع وعددها يفوق الـ 300 عربة، فضلاً عن نهب وسرقة كافة الآليات الثقيلة والجرارات والقلابات والشاحنات وعددها يفوق الـ 450 وبالإضافة إلى نهب مستودعات الوقود ومخازن قطع الغيار والمخزون من الأسمدة والمبيدات.

نزوح جديد

ودفع هجوم المليشيا على الجزيرة، 300 ألف شخص إلى النزوح مجدداً سواء إلى مناطق أخرى في الولاية أو نحو الولايات المجاورة مثل سنار والقضارف وفق الأمم المتحدة.

وأكد شهود عيان ل”لايف ميديا” وقوع اشتباكات بين الجيش والقوات المتمردة شمال مدينة سنار، كما قامت المليشيا بنهب أسواق وإطلاق نار عشوائي.

تطهير عرقي

واستنكر مرصد (مشاد) لحقوق الإنسان فظائع وجرائم مليشا الدعم السريع بحق المدنيين في ولاية الجزيرة واستمرار حملات التطهير العرقي في المنطقة على غرار جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها بإقليم دارفور.

وحذر مرصد (مشاد ) من مخاطر التطهير العرقي الجماعي بعد رصدها لجرائم موثقة ارتكبتها المليشيا في المنطقة لعمليات قتل تعسفية ومقابر جماعية تستهدف بشكل ممنهج المدنيين.

وطبقا لمشاد إن تطور أساليب جرائم المليشيات في الجزيرة ينذر بتكرار جرائم الحرب التي ارتكبتها في دارفور وتوجه سعيها لتحويل الجزيرة لأرض محروقة.

واضاف المرصد إن المليشيات ظلت منذ استيلائها على الولاية تعمل على تهجير المدنيين من قراهم واستباحة الأموال والأعراض يتزامن ذلك مع تزايد موجة النزوح والفرار من ويلات الحرب ما يستوجب إجراء تدخلات إنسانية بعد أن فقد المدنيين المأوى والغذاء والعلاج.

سلوك وحشي

وإزاء الانتهاكات التي تمارسها القوات المتمردة، يقول الناطق الرسمي باسم التحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية، محي الدين ابراهيم جمعة أن الانتهاكات لا أخلاقية ومؤسفة وأن الحرب كشفت عن السلوك الوحشي واللا أخلاقي للمليشيا تجاه المواطنين العزل.

ويؤكد جمعة ل”لايف ميديا” أن السلوك نابع من غياب رؤية سياسية وأخلاقية لحماية المدنيين، والالتزام بالقانون الإنساني الدولي وبروتوكولات جنيف وملحقاتها.

وقطع برفضهم لقتل المواطنين واستخدامهم كدروع بشرية ونهب ممتلكاتهم وتحويل منازلهم لثكنات عسكرية.

وبحسب جمعة فإن الانتهاكات لا تزل مستمرة في عدد من مدن البلاد نيالا و كاس وزالنجي والجنينة والأبيض والخرطوم، ما يجعل المتمردين في حالة فقدان الرؤية الأخلاقية والسياسية.

تأثير مباشر

وكشفت وزارة الصحة في بيان عن خروج نحو 100 مستشفى من الخدمة و30 أخرى عرضة للتوقف حيث تأثرت المؤسسات الصحية بالاعتداء المباشر من المليشيات.كما قامت قوات الدعم السريع بقصف عدد من المستشفيات التي يوجد بها مرضى ومصابين مدنيين كان أخرها مستشفى النو بأمدرمان في سلوك يتجاوز القيم الانسانية.تخريب مٌمنهجويقول الجيش، في بيانات منفصلة إن قوات الدعم السريع تتمادى في التدمير والتخريب الممنهج للمنشآت والبنى التحتية الحيوية.

وذكر المتحدث باسم الجيش العميد نبيل عبد الله أن قوات الدعم السريع قامت بعطب جسر خزان جبل أولياء وجسر شمبات فضلاً عن إحراق وتعطيل مصفى الخرطوم للبترول بمنطقة الجيلي وحرق مقر شركة النيل الكبرى للبترول وبرج وزارة العدل وبرج الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس وسط الخرطوم، ونهبت وحرق برج بنك الساحل والصحراء بالخرطوم.

وشمل التخريب مطار الخرطوم الدولي ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي وبحسب الوزارة تعرضت (104) مؤسسة من مؤسسات التعليم العالي الحكومية والخاصة للتخريب وتضررت جميع الجامعات الحكومية بكلياتها في ولاية الخرطوم إلى جانب أكثر من (10) جامعات خاصة و(20) كلية جامعية و جامعتين أهليتين، وفي الولايات تأثرت ست جامعات حكومية بكلياتها بأعمال النهب والتكسير والحرق إلى جانب عدد من الكليات الجامعية الخاصة، وأدانت وزارة التعليم العالي الممارسات ووصفتها بالبشعة، وحمّلت مليشيا الدعم السريع المتمردة مسؤولية كل الجرائم.

إنتهاك قانوني

وقامت المليشيات المتمردة أيضا بنهب عدد من البنوك والمحلات التجارية بالعاصمة وولاية الجزيرة وقتل الحراس المدنيين وأصحاب المحلات التجارية و أطباء، وفق تقارير محلية.

اعتقالات وتنكيلوبحسب محامو الطوارئ في سبتمبر الماضي تم رصد 44 مركز إعتقال يتبع لقوات الدعم السريع بالعاصمة الخرطوم يتم التنكيل فيه بالمعتقلين والمختفين قسرياً.

إلى ذلك أكد المرصد السوداني لحقوق الإنسان تعرض قوة من قوات الدعم السريع لقوافل إمداد دوائي كانت في طريقها للولاية الشمالية وأخرى لولاية الجزيرة.

كما قال مكتب المنظمة الدولية المشترك لحقوق الإنسان أنه تلقى تقارير موثوقة عن وجود ما لا يقل عن 13 مقبرة جماعية في الجنينة بإقليم دارفور والمناطق المحيطة بها قتلتهم قوات الدعم السريع المتمردة.

جرائم اغتصاب

وطبقاً لوحدة مكافحة العنف ضد المرأة إن جرائم الاغتصاب منذ بداية الحرب ارتفعت إلى 136 حالة، 68 منها سُجِّلت بولاية الخرطوم، بينما توزعت بقية الحالات في ولايتي جنوب وغرب دارفور.وجميع الحالات وفقاً للناجيات اُرتكبت بواسطة عناصر من قوات مليشيا الدعم السريع، عدا حالتين فقط ارتكبت بواسطة مجموعات النهب المسلح.

ورصدت اللجنة الوطنية لمكافحة الإتجار بالبشر حالات تجنيد قسراً للشباب وارغامهم على حمل السلاح من قبل القوات المتمردة بجانب بيع الفتيات المختطفات للاستعباد الجنسي إضافة إلى أن القوات المسلحة كانت قد سلمت منظمة الصليب الأحمر عدد 30 طفل دون سن الـ17 سنة جندتهم قوات مليشيا الدعم السريع.

ترويع مواطنين

وإلى جانب الانتهاكات والتجاوزات في حق المدنيين تقوم قوات الدعم السريع بترويع المواطنين وتقيم نقاط تفتيش وحملات داخل الأحياء تستهدف فيها معاشيي القوات النظامية وموظفي الدولة والدبلوماسيين، كما أنها تقوم بمداهمة منازل المواطنين في مدن الخرطوم الثلاثة بغرض السرقة والاغتصاب والقتل، وفق وزارة الخارجية، كما كثفت مليشيا الدعم السريع المتمردة قصفها على منازل المواطنين خلال الفترة الأخيرة ما أدى لاستشهاد العشرات وإصابة المئات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.