إعلان التعبئة والإستنفار… الشعب في مواجهة المليشيا
تقرير: لايف ميديا
قاد توسيع نطاق الحرب في البلاد وإستمرار مليشيا الدعم السريع في تمردها وارتكاب انتهاكات واسعة من نهب وسلب وقتل وتنكيل بعد إجتياح حاضرة ولاية الجزيرة مدينة ود مدني إلى انتظام حملات تدعوا للاستنفار والمقاومة الشعبية وحمل السلاح لكل القادرين دفاعاً عن النفس والممتلكات وتحسباً لأي هجوم محتمل من قبل المليشيا على الولايات الآمنة.
تدريب واستنفار
انتظمت حملات تدعوا للاستنفار وتسليح المواطنين في ولايات الجزيرة والنيل الأبيض وسنار والقضارف ونهر النيل والشمالية وكسلا والبحر الأحمر تحت مسمى “المقاومة الشعبية المسلحة”.
وخاطب بعض حكام الولايات والقيادات العسكرية لقاءات جماهيرية نظمتها قيادات شعبية وقبلية لدعوة المواطنين على حمل السلاح للدفاع عن أنفسهم.
وعي مواطنين:
وحول انتظام دعوات الاستنفار وتشكيل المقاومة الشعبية من القطاعات الأهلية تعزو المحلل السياسي د. أماني الضوي ذلك إلى حدوث وعي كبير للمواطنين بعد كشف عورة التمرد بالإضافة إلى ما حدث في الخرطوم والمباغتة في مدني التي كان من غير المتوقع دخول الجنجويد إليها.
وتضيف الضوي ل”لايف ميديا” أن ما حدث من نهب وسرقة خلق “غيرة” على العرض والأرض والوطن.
وتؤكد أن أهمية دعوات الاستنفار والمقاومة الشعبية كبيرة تتمثل في خلق سد قوي للوقوف في وجه التمرد فضلاً عن أنها تدل على وحدة الشعب والقوات المسلحة في مواجهه العدوان.
وذكرت وجود تكاتف وتنسيق بين القطاعات الأهلية والجيش واستشهدت بمد القبائل الجيش بالمستنفرين وقوافل الإسناد الشعبي.
إعلان جاهزية
وفي وقت سابق أصدرت قبائل رفاعة والشكرية والكواهلة والجعليين والبجا والرشايدة بيانات منفصلة طالبت خلالها قوات الدعم السريع بالكف عن قتل المواطنين ونهب ممتلكاتهم ودعت أبناءها إلى حمل السلاح للدفاع عن أنفسهم وأرضهم ومواجهة المعتدين.
من جانبه أعلن حاكم ولاية نهر النيل محمد البدوي تدريب الشباب على حمل السلاح وتعهد قائد سلاح المدفعية اللواء محمد الأمين بأنه سيفتح مخازن الأسلحة لتوزيعها على المتطوعين.
كما أعلن حاكم ولاية البحر الأحمر مصطفى محمد نور تدشين المقاومة الشعبية المسلحة وأكد جاهزية مواطني ولايته للدفاع عن منطقتهم.
بدوره قال ناظر عموم البجا محمد الأمين ترك أن زمن المفاوضات مع الدعم السريع انتهى وإنهم جاهزون لحمل السلاح لدحر التمرد.
قتال بالقانون
غير أن الخبير السياسي والأمني منزول عسل يقول أن حمل السلاح مقبول والقتال للدفاع عن النفس مكفول بالقانون لكنه حذر من التسليح لمحاربة التمرد لجهة أنها دعوة لحرب أهلية.
وشدد على ضرورة انخراط كل الأطراف في التفاوض بدلاً عن الدعوات التي سوف ترتد على من يدعو لها.
ورفض عسل في حديث ل”لايف ميديا” تسليح القبائل من أجل محاربة التمرد لجهة أنها دعوة للحرب الاهلية لأن هنالك قبائل مساندة للتمرد وتعتبر حاضنة له سوف تحمل السلاح و تقاتل بجانب الدعم السريع ضد القبائل الأخرى، وأشار إلى أن تسليح المواطن والقتال ضد المليشيا الإرهابية يعني انهيار الدولة.
وأوضح أنه في حرب دارفور تم تسليح القبائل لقتال حركات التمرد وبعد كسر شوكته حاولت الحكومة جمع السلاح وكونت لجنة برئاسة حسبو محمد عبد الرحمن نائب الرئيس وقتها، لكن اللجنة فشلت تماماً في جمع السلاح، وأضاف التاريخ يعيد نفسه دون أن نتعلم منه.
وأعلن رئيس مجلس السيادة قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان في يونيو الماضي التعبئة العامة والاستنفار ودعا الشباب القادرين على حمل السلاح إلى التوجه إلى أقرب وحدة عسكرية. وقُدر عدد المواطنين الذين تدربوا في الولايات خلال الأشهر الماضية بأكثر من 400 ألف مستنفر.