استئناف مُباحثات جدة … هل تلتزم المليشيا بالاتفاق؟
تقرير: لايف ميديا
يُنتظر أن تُستأنف اليوم الخميس، مباحثات جدة بين الجيش ومليشيا الدعم السريع لحل الأزمة التي تمر بها البلاد منذ أبريل الماضي بعد توقفها وعدم التزام المليشيا بما تم الاتفاق عليه في الجولات السابقة للمفاوضات التي تم تعليقها من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية في يونيو الماضي.
الجيش يُوضح
وأعلنت القوات المسلحة عن استئناف العملية التفاوضية مع مليشيا الدعم السريع المتمردة، ايماناً منها بأن التفاوض من الوسائل التي ربما تنهي الحرب، وقالت قبلنا الدعوة بالذهاب إلى جدة لاستكمال ما تم الإتفاق عليه من قبل، وهو تنفيذ إعلان جدة كاملا، لتسهيل العمل الإنساني و عودة مواطنينا والحياة الطبيعية إلي المدن التي عاث فيها المتمردون نهبا وحرقاً وقصفاً عشوائياً واغتصاباً.
وقال الجيش في بيان الأربعاء، نأمل أن تلتزم مليشيا التمرد هذه المرة بما تم الاتفاق عليه سابقا ، مؤكده أن استئناف التفاوض لا يعني توقف معركة الكرامة الوطنية وأن القضاء على المتمردين ودحرهم هو هدف الشعب السوداني والقوات المسلحة السودانية في المقابل قالت مليشيا الدعم السريع المحلولة إن وفدها وصل إلى مدينة جدة بالسعودية لاستئناف التفاوض والوصول إلى حل يوقف الحرب.
قبول عودة
ووجدت عودة طرفي الصراع بالبلاد قبول وسط المدنيين والقوى السياسية التي أعربت عن تفاؤلها في أن تنجح الجولة هذه المرة وتخترق جدار الأزمة السودانية وتضع حداُ لمعاناة الشعب السوداني بعد أن أدى النزاع بين الجيش ومليشيا الدعم السريع إلى سقوط أكثر من “9” آلاف قتيل وفق حصيلة للأمم المتحدة ونزوح أكثر من “5,6” مليون شخص داخل البلاد أو إلى دول مجاورة.
فرض شروط
وأبدت نائب مدير قطاع التنمية الاقتصادية بهيئة مستشاري مجلس الوزراء، المحلل السياسي د. أماني الضوي، تفاؤلها بأن يحقق الجيش السوداني نجاحاً ويستطيع أن يفرض شروطه في مفاوضات جدة خاصة بعد فشل مليشيا الدعم السريع في السيطرة على حامية مدينة نيالا غرب البلاد.
وقالت أماني لـ”لايف ميديا” سوف يرضخ المتمردون لمخرجات اجتماع جدة السابقة التي تمسك فيها الجيش بخروج القوات المحلولة من المنازل والمؤسسات الحكومية والأعيان المدنية.
وأضافت: لن يكون هناك هدنة لأن المفاوضات جاءت بطلب منهم، بعد أن تكبدوا خسائر فادحة وطالبوا بخروج آمن بوساطة دولية وقطعت بعدم وقف إطلاق النار حتى خروج آخر متمرد.
وتشير إلى إمكانية فشل المفاوضات وذلك لأن الأطراف ليست محايدة وربما لتبيض وجهها، فضلاً عن أن الولايات المتحدة الأمريكية تضغط على الدعم السريع بسبب الانتهاكات التي وثقتها المنظمات في الجنينة.
عدم أجندة
وكان نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، مالك عقار، قد أكد إن الجولة التفاوضية تعني فقط بتنفيذ ما اتفق عليه سابقاً وليست هناك أجندة جديدة في المنبر.
وقال عقار إن كل الأطراف تذهب إلى المفاوضات وهي متفائلة بنجاحه وإلا فليس هناك سبب أن تكون على تلك الطاولة.
صعوبة تكهن
وترى المختصة في فض النزاعات، اسمهان إسماعيل، إن مفاوضات جدة يكتنفها الغموض ولا يمكن التكهن حولها وإن الجيش السوداني وافق على وساطة أمريكا والسعودية لاستئناف مفاوضات جدة ا لوقف الاقتتال بينه والدعم السريع المتمردة بعد مرور 6شهور على القتال، من أجل الوصول لمخرج آمن يقي البلاد ويلات الحرب وشر الفتنة.
وتؤكد اسمهان إسماعيل ل”لايف ميديا” أن المفاوضات ستكون متعلقة بما تم الاتفاق عليه في الجولات السابقة دون طرح أجندة جديدة ودون التفريط في أمن السودان وخروج الدعم السريع من منازل المواطنين والمستشفيات ومرافق الدولة، دون تقديم شروط أو إملاءات من قبل الدعم السريع. كأن يكون جزء من معادلة سياسية مستقبلا أو قوى موازية للجيش.
وأضافت يعقب ذلك ترتيبات عسكرية بالدمج أو التسريح في حال وافق الدعم السريع على تنفيذ ما اتفق عليه مسبقا.
ترحيب قوى
ورحبت القوى السياسية والمدنية والمجتمعية، بعودة أطراف النزاع إلى منبر جدة للتفاوض على رأسها قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي، وقوى الحرية والتغيير الكتلة الديمقراطية، بالإضافة إلى القوى الموقعة على اتفاق سلام جوبا التي أعلن دعمها ومساندتها لمنبر جدة، وقررت ضرورة تقديم الرئيس سلفاكير ميارديت الدعوة لكل القوى السياسية والمدنية تمهيدا لاستضافة جنوب السودان مفاوضات سلام تسهم في إنهاء الحرب بالبلاد.
مخاطر تفاوض
وتمضي أسمهان في حديثها وتلفت إلى وجود مخاطر تحيط بالتفاوض قد تقود للفشل تتمثل في تعنت المليشيات في الموافقة على شروط الجيش لاسيما بعد هجومها على مدينة نيالا بقوى عسكرية كبيرة ما يشير لسوء النية وعدم الرغبة في إحلال السلام، بالإضافة إلى تمسك الجيش باستمرار معركة الكرامة ما يعني التوجه للحسم العسكري ،بجانب تعقيدات الوضع السياسي والفراغ الحكومي والذي تسعى قوى الحرية والتغيير المركزي جاهدة لملئه عبر مفاوضات سياسية تعقب الاتفاق العسكري في جدة وتكون جزءً منه.
وتابعت: هذا لن يقبله الجيش والشعب السوداني لرفضه دور المركزي الداعم لقوات الدعم السريع والوقوف بجانبها ضد الشعب السوداني.