نصف عام على تمرد مليشيا الدعم السريع … جرد حساب الإنتهاكات
تقرير: لايف ميديا
ارتكبت مليشيا الدعم السريع، في حربها مع القوات المسلحة، انتهاكات جسيمة بحق المدنيين في الخرطوم وغيرها من مناطق الاشتباكات، تشمل القتل والنهب والترويع واتخاذ المواطنين دروعاً بشرية، بجانب السيطرة على المنازل والمنشآت المدنية كالمستشفيات والمدارس واحتلال دور العبادة المساجد والكنائس، إضافة لتسجيل جرائم اغتصاب ضدهم.
تخريب ممنهجوبعد مرور نصف عام على الحرب في السودان ما زالت قوات الدعم السريع تمارس جرائمها البشعة بحق الشعب السوداني ورصدت “شبكة لايف ميديا” أبرز الانتهاكات خلال الستة شهور الماضية.
سلوك وحشيوإزاء الانتهاكات التي تمارسها القوات المتمردة، يقول الناطق الرسمي باسم التحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية، محي الدين ابراهيم جمعة أن الانتهاكات لا أخلاقية ومؤسفة وأن الحرب كشفت عن السلوك الوحشي واللا أخلاقي للمليشيا تجاه المواطنين العزل.
ويؤكد جمعة لـ(لايف ميديا) أن السلوك نابع من غياب رؤية سياسية وأخلاقية لحماية المدنيين، والالتزام بالقانون الإنساني الدولي وبروتوكولات جنيف وملحقاتها.
وقطع برفضهم لقتل المواطنين واستخدامهم كدروع بشرية ونهب ممتلكاتهم وتحويل منازلهم لثكنات عسكرية.
وبحسب جمعة فإن الانتهاكات لا تزل مستمرة في نيالا و كاس وزالنجي والجنينة والأبيض والخرطوم، ما يجعل المتمردين في حالة فقدان الرؤية الأخلاقية والسياسية.
تأثير مباشر وكشفت وزارة الصحة في بيان عن خروج نحو 100 مستشفى من الخدمة و30 أخرى عرضة للتوقف، حيث تأثرت المؤسسات الصحية بالاعتداء المباشر من المليشيات.
كما قامت قوات الدعم السريع بقصف عدد من المستشفيات التي يوجد بها مرضى ومصابين مدنيين كان أخرها مستشفى النو بأمدرمان في سلوك يتجاوز القيم الانسانية.
تخريب مٌمنهجويقول الجيش، في بيان إن قوات الدعم السريع تتمادى في التدمير والتخريب الممنهج للمنشآت والبنى التحتية الحيوية.
وذكر المتحدث باسم الجيش العميد نبيل عبد الله أن قوات الدعم السريع قامت بإحراق مقر شركة النيل الكبرى للبترول وبرج وزارة العدل وبرج الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس وسط الخرطوم، ونهبت وأحرقت برج بنك الساحل والصحراء بالخرطوم.
وشمل التخريب مطار الخرطوم الدولي ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي وبحسب الوزارة تعرضت (104) مؤسسة من مؤسسات التعليم العالي الحكومية والخاصة للتخريب وتضررت جميع الجامعات الحكومية بكلياتها في ولاية الخرطوم إلى جانب أكثر من (10) جامعات خاصة و(20) كلية جامعية و جامعتين أهليتين،وفي الولايات تأثرت ست جامعات حكومية بكلياتها بأعمال النهب والتكسير والحرق إلى جانب عدد من الكليات الجامعية الخاصة،وأدانت وزارة التعليم العالي الممارسات ووصفتها بالبشعة، وحمّلت مليشيا الدعم السريع المتمردة مسؤولية كل الجرائم.
انتهاك قانونوقامت المليشيات المتمردة أيضا بنهب عدد من البنوك والمحلات التجارية بالعاصمة وقتل الحراس المدنيين وأصحاب المحلات التجارية.
فضلاً عن استهداف مقرات عدد من البعثات الدبلوماسية ونهب محتوياتها واتخاذها ثكنات عسكرية في انتهاك صارخ للقانون الدولي المتعلق بحماية وحرمة مقرات البعثات الدبلوماسية.
اعتقالات وتنكيلوفي سبتمبر الماضي بحسب محامو الطوارئ تم رصد 44 مركز اعتقال يتبع لقوات الدعم السريع بالعاصمة الخرطوم يتم التنكيل فيه بالمعتقلين والمختفين قسرياً.
وأكد المرصد السوداني لحقوق الإنسان تعرض قوة من قوات الدعم السريع لقوافل إمداد دوائي كانت في طريقها للولاية الشمالية وأخرى لولاية الجزيرة.
وقال مكتب المنظمة الدولية المشترك لحقوق الإنسان أنه تلقى تقارير موثوقة عن وجود ما لا يقل عن 13 مقبرة جماعية في الجنينة بإقليم دارفور والمناطق المحيطة بها قتلتهم قوات الدعم السريع المتمردة.
وقد سلمت القوات المسلحة منظمة الصليب الأحمر عدد 30 طفل دون سن الـ17 سنة جندتهم قوات مليشيا الدعم السريع.
جرائم اغتصابوطبقاً لوحدة مكافحة العنف ضد المرأة، إن جرائم الاغتصاب منذ بداية الحرب ارتفعت إلى 136 حالة، 68 منها سُجِّلت بولاية الخرطوم، بينما توزعت بقية الحالات في ولايتي جنوب وغرب دارفور.
وجميع الحالات وفقاً للناجيات اُرتكبت بواسطة عناصر من قوات مليشيا الدعم السريع، عدا حالتين فقط ارتكبت بواسطة مجموعات النهب المسلح.
ورصدت اللجنة الوطنية لمكافحة الإتجار بالبشر حالات تجنيد قسراً للشباب وارغامهم على حمل السلاح من قبل القوات المتمردة، بجانب بيع الفتيات المختطفات للاستعباد الجنسي.
ترويع مواطنين وإلى جانب الانتهاكات والتجاوزات في حق المدنيين تقوم قوات الدعم السريع بترويع المواطنين وتقييم نقاط تفتيش وحملات داخل الأحياء تستهدف فيها معاشيي القوات النظامية وموظفي الدولة والدبلوماسيين، كما أنها تقوم بمداهمة منازل المواطنين في مدن الخرطوم الثلاثة بغرض السرقة والاغتصاب والقتل، وفق وزارة الخارجية، وكثفت مليشيا الدعم السريع المتمردة قصفها على منازل المواطنين خلال الفترة الأخيرة، ما أدى لاستشهاد العشرات واصابة المئات.
واستنكر حزب البعث العربي الاشتراكي اعتداء المليشيا المتمردة على المدنيين، وقال نائب رئيس الحزب عثمان ادريس أبو رأس، لـ(لايف ميديا) ندين بأشد العبارات ما يتم بحق المدنيين، وندعوا لإنهاء الحرب فورا.
فرض عقوبات وفي سبتمبر الماضي فرضت وزارتا الخزانة والخارجية الأمريكيتين عقوبات على عبد الرحيم حمدان دقلو، وعبد الرحمن جمعة، بتهمة ارتكاب أعمال عنف وانتهاكات لحقوق الإنسان.وقد وافق مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بأغلبية ضئيلة، على إنشاء بعثة للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في البلاد.
ورفض السودان القرار بشدة وقالت الخارجية إن آلية جديدة من شأنها تعرض كل أشكال التعاون بين السودان وآليات حقوق الإنسان للخطر، والذين دعموا القرار أن يعلموا أنهم هددوا هذا التعاون.
انتهاكات دينيةولم تسلم دور العبادة من الانتهاك حيث قصفت مليشيا التمرد المسجد الكبير بالثورة الحارة (٢٥) أثناء أداء المصلين لصلاة الجمعة مما أسفر عن مقتل عشرة من أهالي المنطقة والعديد من الإصابات.
وفي مايو الماضي في بيان اتهم الجيش القوات المتمردة بالاعتداء على دور الكنائس واحتلالها. وكشفت الجمعية الوطنية للحريات الدينية (نيرفا)، لـ(لايف ميديا) عن اقتحام حوالي (9) كنائس ونهبها.ويقول المدير العام للجمعية محمد صالح، أن الهجوم والتعدي على دور العبادة انتهاكا صارخا لحرية الدين والمعتقد وحقوق الإنسان بموجب المواثيق الدولية التي تمنع الاعتداء على دور العبادة.
وأضاف الانتهاكات كانت ممنهجة مما أدى إلى تقليل حركة العبادة للمسلمين واختفائها للمسيحيين.
معاناة المواطنوحتى الآن، خلف القتال الدائرة في السودان بين الجيش ومليشيا الدعم السريع المنحلة أكثر من تسعة آلاف قتيل، وفق منظمة “آكليد” غير الحكومية المتخصصة في جمع بيانات النزاعات، كما خلّف النزاع أكثر من خمسة ملايين نازح ولاجئ وتسبب في تفاقم الأزمة الإنسانية والصحية في البلاد، بحسب الأمم المتحدة.
وقالت منظمة اليونسيف بسبب القتال في السودان 19 مليون طفل لا يحصلون على الخدمات الأساسية التي يحتاجونها للبقاء فضلا عن 3.4 مليون طفل تحت سن الخامسة معرضون لخطر الاسهالات الحادة والكوليرا بجانب 7 مليون طفل لا يحصلون على التطعيم، و700 ألف طفل يعانون سوء التغذية الحاده ومعرضون لخطر الوفاة.