( تركيا على الخط ) وساطة جديدة لوقف حرب السودان
“تركيا على الخط”.. وساطة جديدة لوقف حرب السودان
تقرير إخباري : هبة علي
في خطوة توقعها مراقبون أبدت تركيا إستعدادها للتوسط لحل الخلاف بين السودان ودولة الإمارات العربية المتحدة، لجهة التغييرات التي تحدث في منطقة الشرق الأوسط والتي تلعب فيها تركيا دوراً بارزاً، وتأتي المبادرة التركية على طريقة مبادرة رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد التي طرحها في يوليو الماضي إبان زيارته لبورتسودان والتي كانت مغايرة عن المبادرات المطروحة لجهة أنها جمعت بين السودان والإمارات مباشرةً.
الجمعة أبلغ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان إستعداد أنقرة للتوسط لحل الخلاف بين السودان ودولة الإمارات العربية المتحدة.
وتلقى البرهان، إتصالاً هاتفياً من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أكد فيه حرص تركيا على وحدة السودان واستقراره مجدداً دعم بلاده للشعب السوداني بكل الإمكانيات.
وقال اعلام مجلس السيادة إن أردوغان أبدى إستعداد تركيا للتوسط بين السودان ودولة الإمارات لإحلال السلام والأمن في السودان.
وأوضح المجلس أن البرهان رحب بأي دور تركي يسهم في وقف الحرب التي تسببت فيها مليشيا الدعم السريع المتمردة، داعياً إلى تعزيز الاستثمارات التركية في مختلف المجالات، مؤكداً ثقته في مواقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحكومته الداعمة للشعب السوداني وخياراته.
من جانبه امتدح البرهان مواقف تركيا الداعمة للسودان، مثمناً جهودها من أجل السلام والإستقرار في المنطقة والإقليم ومعالجتها للكثير من القضايا على المستويين الإقليمي والدولي، مشيراً إلى نجاحها في معالجة الملف السوري.
إلى ذلك، قالت الرئاسة التركية، أن أردوغان قال بأن بلاده يمكنها التدخل لحل الخلافات بين السودان والإمارات العربية المتحدة، وفق مبادئ رئيسية، من بينها منع انجراف البلاد لتصبح ساحة للتدخلات الأجنبية، وضمان السلام والإستقرار في السودان، وحماية وحدة وسلامة أراضيه وسيادته.
تهم ونفي
اندلع القتال بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل العام الماضي، وتسبب في أزمات إنسانية عديدة وخلف عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، و مايقارب عشرة ملايين نازح ولاجئ، فضلاً عن شبح المجاعة الذي يهدد حياة “25” مليون سوداني، إضافة إلى تدمير البنية التحتية للبلاد،
وتتهم الحكومة السودانية دولة الإمارات بتقديم الدعم العسكري واللوجستي لقوات الدعم السريع ، وسبق وأن قدّمت الحكومة السودانية ملفاً لمجلس الأمن الدولي قالت بأنه يحوي أدلة تثبت دعم أبوظبي لقوات الدعم السريع وهو ما ظلت تنفيه الإمارات.
مكان ثقة وتقدير
ووجدت المبادرة التركية أصداء إيجابية لدى الكثيرين في الداخل السوداني نسبة لدور تركيا وثِقلها المُقدّر بين الدول الإسلامية ودول المنطقة وكذلك على مستوى العالم أجمع .
ويرى القيادي بحزب المؤتمر الشعبي د. محمد بدر الدين من خلال حديثه لـ”لايف ميديا” أن تركيا مكان ثقة وتقدير عند كثير من الدول ولها من الإمكانيات والعلاقات المؤثرة ما يؤهلها للقيام بأدوار إيجابية لحلحلة الكثير من الأزمات والخلافات بين جيرانها وأصدقاءها واشقاءها من الدول ، مشيراً إلى أنها سبق ونجحت فى حلحلة الكثير من الأزمات والخلافات بين عدة دول اخرها الأزمة بين الصومال وإثيوبيا.
وأردف: “لذلك تركيا تستطيع القيام بدور إيجابي لحل الأزمة ووقف الحرب المستعرة فى السودان وذلك لما لها من علاقات وتقدير لدى أطراف النزاع فى الأزمة السودانية.
وأضاف :” فى تقديرنا أن تركيا قد تأخرت فى المبادرة لحل هذه الأزمة، لكن يبقى لها تقديراتها الخاصة فى ذلك” .
وقطع بأن مبادرة تركيا للتوسط لحل الأزمة ستجد القبول من السودان ودولة الإمارات لمكانة الدولة السابق ذكرها عند كافة اطراف النزاع.
ونوه إلى أن التغييرات التى حدثت فى منطقة الشرق الأوسط وخاصة فى سوريا سوف تلقى بظلالها على المنطقة والعالم أجمع وسوف يكون لها تداعيات مباشرة وغير مباشرة، خاصة على منظومة التحالفات القديمة فى المنطقة (روسيا، ايران، الإمارات).
وتابع: “من المتوقع أن يقود هذا التغيير إلى إحداث تغيرات أخرى فى منظومات الحكم فى المنطقة خاصة الشمولية منها التى كانت تعتمد فى بقاءها على سند وحماية تلك التحالفات الزائلة،والسودان ليس استثناءاََ فى ذلك”.
التأني لقراءة أعمق
في ذات السياق يقول أستاذ العلاقات الدولية بجامعة أفريقيا العالمية د. محمد خليفة أن المبادرة مهمة ومفيدة في هذا التوقيت بإعتبار أن لتركيا علاقات بين الطرفين موضع التوسط، مشيراً إلى أن تركيا حققت نجاحات أفريقية في التوسط والتقريب بين الصومال وإثيوبيا وهذا يؤهلها لقيادة مبادرة بين السودان والإمارات.
ويرى خليفة من خلال حديثه لـ”لايف ميديا” أن المهم في المبادرة أنها حددت الطرفين الصحيحين بوضوح، لافتاً إلى أن تأني تركيا في التوسط كان لقراءة أعمق في مجريات الأوضاع والتي قال أنها أصبحت الآن واضحة.
وأردف: “ربما تكون تركيا قد تلقت ضوء أخضر من الإمارات لجهة أن إعلان أردوغان او اتصاله بالبرهان يعني ذلك”.
وأضاف كذلك: “تركيا مؤهلة أيضآ للغة المصالح، فلها مصالح كبيرة في المنطقة، منوهاً إلى أنها منحت فرصة طويلة للوسطاء لحل الأزمة من غربيين وغيرهم بيد أنهم لم يحرزوا أي تقدمات لذلك هي اختارت التوقيت المناسب لحالة انسداد الأفق في الأزمة السودانية و إستمرار الحرب، متوقعاً النجاح الكبير لهذه المبادرة”.