لايف ميديا: هبة علي
صدى واسع يرافق زيارة نائب وزير الخارجية التركي للسودان قبل وصوله اليوم لمدينة بورتسودان بمعية وفده المرافق، فالزيارة أتت في وقت يتوقع به مراقبون حدوث إختراق بالازمة السودانية على إثر إبداء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إستعداد بلاده للتوسط بين أبوظبي والخرطوم..
تستغرق يوماً واحداً
و وصل نائب وزير الخارجية التركي، برهان الدين دوران، إلى السودان اليوم السبت، على رأس وفد رفيع المستوى من وزارة الخارجية التركية، في إطار زيارة رسمية تستغرق يومًا واحد.
وبحسب ما ذكرت وزارة الثقافة والإعلام السودانية ، فإن الزيارة تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وجاءت زيارة برهان الدين بناءً على مكالمة هاتفية بين الرئيس التركي ورئيس مجلس السيادة السوداني في منتصف ديسمبر، حيث عرض إردوغان تولي تركيا دور الوساطة لتسوية النزاع بين السودان والإمارات ووقف الحرب، الأمر الذي الذي وافق عليه البرهان بإيجابية.
وكشف مسؤول دبلوماسي من وزارة الخارجية في تصريح لـ”الشرق الأوسط” أن زيارة المسؤول التركي ترتبط بموضوع الوساطة التركية بين السودان والإمارات، وأنه يحمل أفكاراً قد تدفع إلى تبني هذه الوساطة. ووفقاً للمصدر، من المتوقع أن يقدم برهان الدين للحكومة السودانية ورقة تحتوي على مقترحات الحوار، وبعد ذلك ستنقل الأفكار نفسها إلى دولة الإمارات.
الترحيب سيد الموقف
يذكر ان المبادرة التركية كانت قد وجدت القبول من الجانب السوداني فور طرحها، إضافة إلى ذلك وقبل أسبوع ماضٍ رحبت وزارة الخارجية الإماراتية بالجهود الدبلوماسية التركية لإيجاد حل للأزمة الراهنة في السودان والتي قالت إنها تمثل أيضا أولوية لديها، وكذلك قالت الخارجية الإماراتية ، إن هذه الجهود تعكس التزام تركيا العميق بدعم السلام والاستقرار في المنطقة والمساهمة في تعزيز العلاقات بين الدول، إضافةً إلى تأكيد الإمارات على أنها في أتم الاستعداد للتعاون والتنسيق مع الجهود التركية وكافة الجهود الدبلوماسية لإنهاء الصراع في السودان وإيجاد حل شامل للأزمة.
واندلع القتال بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل العام الماضي، وتسبب في أزمات إنسانية عديدة وخلف عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، و مايقارب عشرة ملايين نازح ولاجئ، فضلاً عن شبح المجاعة الذي يهدد حياة “25” مليون سوداني، وإضافة إلى تدمير البنية التحتية للبلاد،
وتتهم الحكومة السودانية دولة الإمارات بتقديم الدعم العسكري واللوجستي لقوات الدعم السريع ، وسبق وأن قدّمت الحكومة السودانية ملفاً لمجلس الأمن الدولي قالت بأنه يحوي أدلة تثبت دعم أبوظبي لقوات الدعم السريع وهو ما ظلت تنفيه الإمارات.
لعب دور في الصراع الاستراتيجي
تركيا ذات العلاقات التاريخية الممتدة عبر الحقب السودانية المختلفة جعلت الكثيرين يتفقون على أهمية دورها في حل أزمة البلاد الراهنة وقدرتها في التأثير على جميع أطراف .
ويقول خبير العلاقات الدولية د. راشد محمد ان الأصل في السياسة الخارجية لدول تقوم بآداء محور وظيفي وأدوار إيجابية لحلحلة النزاعات الصراعات كتركيا، مشيراً إلى أن تركيا لديها وجود كبير في المنطقة الشرق الأوسط ونفوذ بمنطقة شرق و وسط أفريقيا.
ولفت محمد من خلال حديثه لـ”لايف ميديا” إلى أن الأدوار الممتدة لتركيا تتمثل في تحييد شكاوي السودان في مجلس الأمن وحقوق الإنسان وتسعى للمصالحة بين السودان والإمارات، مشدداً على أن هذا من شأنه تقليص دور الإمارات في دعم المتمردين لتصبح العملية العسكرية الداخلية في غرب السودان عبارة عن معركة عسكرية يحسمها الجيش حال توقف الإمدادات عن المليشيا.
ونوه إلى أن المبادرة التركية لا تجب ماقبلها مما وقر في نفوس السودانيين من الإمارات جراء فعل هذه المليشيات.
وأبان أن الصراع في السودان سياسي واستراتيجي وعسكري وإذا تم حل الصراع الاستراتيجي تلقائياً ستحل السياسية و بدورها ستحل عسكرياً ولن يكون هنالك إمداد عسكري.
إعطاء الضوء الأخضر
فى السياق ثمّن المحلل السياسي محمد خليل زيارة نائب وزير الخارجية التركي للسودان، مشيراً إلى أنها أتت عقب إعطاء الضوء الأخضر لتركيا من الجانبين للإستمرار في مبادرتها للتوسط بين السودان والإمارات.
و أوضح خليل بحديثه لـ”لايف ميديا” أن أهمية الزيارة تأتي من أهمية المبادرة التركية التي دلفت مباشرة إلى جذور المشكلة وخاطبتها، متوقعاً أن تُحدث الزيارة إختراقاً في ملف أزمة السودان.
وتابع: ” لايخفى الدور التركي لترتيب المشهد في الشرق الأوسط والمنطقة ككل وسيكون السودان جزءاً من ذلك “
