( إزاء الشهادة السودانية ) الجدل يتصاعد مع إقتراب موعد الإمتحانات
“إزاء الشهادة السودانية”.. الجدل يتصاعد مع اقتراب موعد الإمتحانات
لايف ميديا
أقل من عشرة أيام تفصل طلاب الشهادة السودانية عن الجلوس للامتحانات بعدد من الولايات ، ورغم الترتيبات الحكومية التي تمت لإقامتها داخل وخارج البلاد إلا أن الجدل حولها لايزال يكتنف المشهد ويتصاعد مع اقترب الوصول للموعد المضروب وهو الثامن والعشرون من ديسمبر الجاري.
وكان وزير التربية والتعليم المكلف أحمد خليفة، قد أكد إكتمال الترتيبات لإجراء امتحانات الشهادة الثانوية، في مئات المراكز بالولايات الآمنة و46 مركزًا في 15 دولة يوجد بها لاجئون سودانيون، وتبلغ نسبة الطلاب المسجلين للامتحانات 75.5% ممن كانوا مسجلين قبل بدء الحرب.
ونوه خليفة، في تصريح صحفي، إلى العديد من الترتيبات لتمكين الطلاب في الولايات المتأثرة بالحرب من أداء الامتحان، وفي حال لم يستطع بعضهم أداء الامتحانات الحالية (المؤجلة) وستتاح لهم فرصة أخرى مع الدفعة الجديدة في مارس المقبل.
مغبات كارثية إذا لم..
وبين مؤيد لقيام الإمتحانات في الوقت المزمع دون تحفظ، و معارض فكرتها، ومؤيد لفكرة قيامها بشروط، أتى الجدل وتعددت الآراء بين الجهات الحكومية والحقوقية والمطلبية وأيضاً قوات الدعم السريع التي ترفضها بمناطق سيطرتها، هذا بجانب التعقيدات والمخاطر الأمنية التي تهدد سلامة الطلاب..
لجنة المعلمين السودانيين التي ظلت تدعم إستمرار العملية التعليمية وما يصاحبها من عمليات، ولكن وفقا لشروط ومطلوبات ترى توفرها ضرورة، مُحذرة من مغبات كارثية إذا لم تتوفر.
ومن خلال بيان لها صدر قبل أيام أطلقت عليه اسم “النداء الأخير” حذرت اللجنة من حرمان أكثر من 60 ٪ (على أحسن الفروض) من جملة الطلاب الذين استوفوا شروط الجلوس لهذه الامتحانات قبل الحرب (أكثر 570 ألف طالب).
لجنة المعلمين اتفقت مع جهات حقوقية ومطلبية أخرى وجددت طلبها بإعلان وقف إطلاق النار أثناء فترة الامتحانات، وفتح المسارات الآمنة لوصول الطلاب والطالبات والمعلمين لمراكز الامتحانات.
وشددت على ضرورة ضمان وصول أوراق الامتحانات من وإلى مراكز التصحيح الكنترول والتجميع، كذلك ضمان جلوس كل الطلاب الذين يرغبون في الجلوس لهذه الامتحانات في مناطق يتم الاتفاق حولها.
مراكز للإجلاس وأخرى تمتنع
يُذكر أن السلطات قد أعلنت في وقت سابق، إقامة مراكز امتحانات الشهادة الثانوية لطلاب ولايات دارفور التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع في 6 مراكز بمواقع مخيمات اللاجئين السودانيين في تشاد، إلى جانب ولايات نهر النيل والشمالية وكسلا والقضارف وغرب وشمال كردفان، وتكفلت بتوفير سكن وإعاشة لهم خلال فترة الامتحان التي تستمر 12 يوما.
و الولايات التي لا تشملها هذه الامتحانات هي ولايات دار فور ولايات كردفان والخرطوم عدا كرري والجزيرة عدا القرشي والمناقل، جزء من ولاية نهر النيل وسنار النيل الأبيض والنيل الأزرق.
خيبة أمل لاجئي تشاد
إشكالية اجلاس الطلاب تجاوزت الداخل وخيّبت آمال طلاب لاجئين بتشاد رغم الجهود مضنية لتجهيز أنفسهم للجلوس للامتحانات وفي أكثر الظروف تعقيداً، فقد كشف نائب رئيس مجلس السيادة الحاكم بالسودان، أن السلطات التشادية رفضت السماح لـ13 ألف طالب سوداني بأداء امتحانات الشهادة الثانوية السودانية على أراضيها، الأمر الذي ما يضع مستقبل الطلاب في مهب الريح.
وأظهر مقطع فيديو تداوله ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي عقار وهو يوضح أن عملية الترتيب لعقد امتحانات الشهادة الثانوية تمضي بصورة جيدة، لكنها تواجه مشكلة واحدة وهي أن “حكومة تشاد رفضت امتحان الطلاب في مدينة أبشي”، معتبرا ذلك “جزءا من الحرب الرامية إلى تدمير السودان”، على حد قوله.
الدعم ترفض ودارفور تخذر
في السياق أعلنت قوات الدعم السريع السبت الماضي رفضها لإجراء امتحانات الشهادة السودانية ، واعتبرت في بيان لها، أن إجراءها في مناطق بعينها دون سائر ولايات البلاد يأتي ضمن سياسات تهدف لتقسيم السودان وتعكس عدم الاكتراث لمستقبل مئات الآلاف من الطلاب.
وأضاف البيان “نبشر الطلاب وأسرهم بشروعنا في اتخاذ التدابير والإجراءات التي تكفل حقوقهم وعودتهم إلى صروح التعليم وجلوسهم للامتحانات المؤجلة بشكل يحفظ التوازن والعدالة مع رصفائهم من الطلاب”.
هيئة محامي دارفور، من جهتها، طالبت الدعم السريع بالسماح للطلاب بالسفر إلى الأماكن المقررة للطلاب لأداء الامتحانات في مراكز الامتحانات خارج المناطق الخاضعة لسيطرتها، كما طالبت الجيش بعدم استهداف الطلاب عند الخروج من مناطقهم والعودة إليها.
تأخير التعليم نكسة
ويرى الخبير التربوي الهادي السيد أن الوقت مر وتأخر التعليم، مشيراً إلى أن تأخير التعليم ستكون نكسته كبيرة وضرره بالغ على الطلاب وخسارة كبيرة على الدولة، ومشدداً على أن إقامة إمتحانات الشهادة فرض.
وأردف بحديثه لـ”لايف ميديا” : الإدلاء بأي رأي تجاه التأخير ربما يُفسر بطريقة أخرى عند البعض، لكن التأخير المحدود سيتيح للطلاب فرصة للمراجعة والتركيز وسيزيد عدد الجالسين لا سيما و أن النصر بدأ يلوح في الأفق”.
وتابع:” الإمتحانات تأخرت كثيراً ولو تم تأخيرها لشهر او شهرين سيكون بمثابة إعطاء فرصة لعدد كبير من لطلاب ومراعاة لأجل اللحاق بها بعدد من الولايات”.
كرت ضغط سياسي
أما المحلل السياسي بشير علي فيرى أنه من غير الاخلاقي إستخدام مستقبل أبناء السودان ككرت ضغط سياسي في الصراع الدائر بالبلاد.
وشدد علي من خلال حديثه لـ”لايف ميديا”على ضرورة تقديم مصلحة الطلاب ومستقبلهم بتوفير البيئة المناسبة للامتحانات، منوهاً إلى أهمية التوصل لهدنة بين الجيش والدعم السريع خلال فترة الإمتحانات.
وأضاف: “أي تعنت في هذا الملف سيكون نقطة سوداء لن يتجاوزها السودانيون “.