وثيقة ( مونترو ) هل تصبح أرضية يجمع الفرقاء السودانيين ؟
وثيقة “مونترو”.. . هل تصبح “أرضية” إتفاق يجمع الفرقاء السودانيين؟
لايف ميديا
تأتي وثيقة مونترو او “عملية نيون” كما يسميها بعض الفاعلين بها، كبارقة أمل لجمع الفرقاء السودانيين على مقترح لوثيقة مبادئ وأسس وآليات الحل السياسي الشّامل للأزمة الوطنية، و رغم الأمل الذي يحدو الفاعلين إلا أن الطريق أمام الوثيقة مُعبد باختلاف وجهات النظر والتجاذبات الحادة بين المكونات السياسية، فضلاً عن رفض مبدأ الحل الخارجي..
وقد انعقدت إجتماعات لقوى سياسية ومدنية وحركات مسلحة سودانية في الفترة من “25-28 نوفمبر المنصرم في مدينة مونترو السويسرية تحت تنظيم ورعاية منظمة “بروميديشن” الفرنسية وبمشاركة قوى سياسية كحزب الأمة القومي والمؤتمر السوداني وحزب البعث القومي والحزب الإتحادي الأصل، إضافة إلى شخصيات مستقلة.
مالذي جاء بالوثيقة؟
وأكدت القوى السياسية والمدنية توصلها إلى مقترح رؤية ومبادئ لحل شامل للأزمة الوطنية، بحيث تمثّل هذه المقترحات وثيقة أوليّة في مرحلة التطوير والإضافة، وتظل مقترحات يتم عرضها على جميع القوى السياسية والمدنية والمجتمعية، بما في ذلك تلك التى لم تحضر هذا الاجتماع، للنظر فيها، مشددين على أنها مفتوحة للتطوير والمساهمات من قبل الآخرين.
وتم التأكيد بمقترح الوثيقة على ضرورة وقف الحرب ومعالجة آثارها ، وتقديم المساعدات الإنسانية وحماية حق الشعب في الحياة، إضافة إلى الحفاظ على وحدة الدولة السودانية التي يجب أن تستند إلى حل سياسي شامل يتم التفاوض عليه من خلال حوار سوداني- سوداني شامل.
كما جاء تكوين جبهة مدنية عريضة من أجل إنهاء الحرب وتفكيك نظام الثلاثين من يونيو، وتسليم المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية، وبناء مسار سياسي موحد متوافق عليه.
وأيضاً تم الإتفاق على أن الحل السياسي الشامل يجب أن يرتكز على أسس تُحقق مصالح السودانيين والسودانيات لبناء مشروع وطبي تتفق عليه كل مكونات المجتمع السوداني.
سيظل مفتوح للقوى المختلفة
وقد قُوبلت “قوى الوثيقة” بتحديات قبل إنطلاق الإجتماعات أبرزها عدم حضور قوى تتفق معاها في مبدأ وقف الحرب كالحزب الشيوعي وحزب البعث “الأصل” تحت مبرر أن الحلول الخارجية تعيد إنتاج الأزمة وذلك من خلال التسويات التي لا تعالج جذور الأزمة.
و يمضي الناطق الرسمي بإسم تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” بكري الجاك بالتأكيد على أن هناك أطراف تغيبت عن الإجتماعات، منوهاً إلى أن بعضها قدمت له الدعوة و رفض الحضور و بعضها لم يكترث ليرد سلباً او إيجاباً.
وشدد على أن مقترح الوثيقة سيظل مفتوح لكل القوي السياسية التى لم تشارك فى الإجتماع.
وأبان الجاك من خلال تصريحه لـ”لايف ميديا” أن مقترح الوثيقة يختلف عن المقترحات السابقة ليس فى الطرح و إنما فى توافق قوى من تحالفات سياسية مختلفة لم تتوصل إلى أي تفاهمات فى السابق على مباديء أو أسس أو آليات الحل السياسي الشامل، منوهاً إلى أنهم سيواصلون التفاهمات بين القوي السياسية بغرض الوصول إلى لجنة تحضير مشتركة لقيام مؤتمر جامع وسيتم فيه تبني الوثيقة و تفاصيل آلياتها.
لن تنجح لارتباطها بالخارج
أما خبير العلاقات الدولية د. راشد محمد فقال إن القوى لم تبادر بالاجتماع وإنما تمت دعوتها من منظمة فرنسية الأمر الذي يظهر المطامع الفرنسية و الأوروبية بشكل عام”، مشيراً إلى أن كتابة وثيقة تم أكثر من مرة ولم يؤتي ثماره على الوضع السياسي في السودان.
وأردف: “لا اعتقد أن أي وثيقة كتبت خارج السودان يمكن أن تنجح لارتباطها بقوى خارجية”.
وشدد من خلال حديثه لـ”لايف ميديا” على أن الوضع الحالي في السودان يستوجب على القوى السياسية تقديم المصلحة الوطنية والبناء من الداخل.
وأضاف: “الفرقاء السياسيين يمكن أن يجتمعوا إذا اعترفوا بفشلهم في إدارة الدولة منذ الإستقلال إلى الآن، يجب أن يجتمع العلماء أولاً قبل منظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية ويضعوا خطة استراتيجية متكاملة للدولة ومؤسساتها وتدخل النظم السياسية عن طريق الإنتخاب الديمقراطي إلى دولاب الدولة وتعمل على تشغيل الدولاب ليس إدارته وهذا أمر ممكن ومجتهدين أن نصل إلى الدولة لبر الأمان عن طريق المفاهيم العلمية الحديثة والمتقدمة”.