السودان حاضراً في مؤتمر ( ويش ) .. مشاركة تتحدي الظروف وتعكس الحال —-
السودان في مؤتمر (ويش)… مشاركة تتحدى الظروف وتعكس الحال
رغم إفرازات الحرب التي خلفتها مليشيا الدعم السريع مابعد تمردها على القوات المسلحة السودانية في أبريل من العام الماضي إلا أن علم السودان ظل يرفرف في مختلف المحافل الخارجية وظل المشاركون بإسم السودان يتحدون الصعاب ويسطرون إسمهم وإسم السودان بأحرف من نور ليبهروا العالم أجمع أن السودان الوطن حاضر في أي زمان ومكان رغم الظروف.
تقرير إخباري : عائشة الماجدي
حضور مميز
شكل السودان حضور مميز من خلال مشاركته في، مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية “ويش” ، الذي إنعقد على مدار يومي 13 و 14 نوفمبر الجاري بمركز قطر الوطني للمؤتمرات تحت شعار “الصحة من منظور إنساني: المساواة والمرونة في مواجهة الصراعات” وذلك في المعرض الذي أقيم علي هامش الفعالية من خلال إستعراض العديد من القصص والمشاهد من رحم الوضع والمجتمع السودانى في ظل الظروف التي تمر بها البلاد.
إستعراض تجارب
إستعرض المعرض تجربة مازن الزين الذى يسكن منطقة السروراب بأم درمان والتى عكست صورة نمطية لنشاط الشباب فى كافة ربوع السودان للتصدى لإفرازات الحرب حيث تطور نشاط مازن الذى وصل إلى مرحلة المطبخ المجتمعى والذى يعرف بالتكية للقيام بتوزيع الطعام للمحتاجين في مراكر الإيواء أو غير ذلك حيث لعب فيه المغتربون العاملون بالخارج دوراََ مفصلياََ من خلال إرسال المال للشباب لتوفير إحتياجات الحياة اليومية.
ولم يغفل المعرض كذلك الأطفال بإعتبارهم أهم شريحة تضررت من الحرب وعكست واقعهم دون تزييف وأحتوى
المعرض مشاركات ورسومات أطفال السودان الذين شردتهم الحرب من منازلهم حيث سجل الأطفال معاناتهم مع النزوح وأحلامهم بالعودة إلى منازلهم وكشفت الرسومات عبارات ثقة الأطفال فى الجيش السودانى ، وظهرت بالمعرض قصة الطفلين سماح ومهند من بين الآلاف الذين إضطروا للفرار من الصراع المستمر وواجهت عائلاتهم تهديدات مستمرة كما تعرضت منازلهم لعدة اقتحامات مما إضطرهم للنزوح لولاية القضارف شرق السودان فضلاََ عن رسومات مؤثرة للأطفال عكست الحياة قبل الحرب وبعدها.
منصة عالمية
مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية “ويش” الذي شهدت إفتتاحه صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع في نسخته السابعة والذي حظي بشراكة إستراتيجية مع منظمة الصحة العالمية هو منصة عالمية للرعاية الصحية ترمي إلى إيجاد ونشر أفضل الأفكار والممارسات المستندة إلى الأدلة. ويعد مؤتمر “ويش” مبادرة عالمية أطلقتها مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع تحت رعاية صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر حيث سلط المؤتمر الضوء على الحاجة إلى الإبتكار في الصحة لدعم الجميع مع التركيز على المناطق المتأثرة بالحروب والنزاعات.
لقاء حيوي
إلى جانب المناقشات الرئيسية المستندة إلى تقارير (ويش) ، عُقدت جلسات إضافية تناولت موضوعات متنوعة مثل سرطان المرأة، والرعاية التلطيفية، وحرب السودان المنسية.
وإستعرض مؤتمر (ويش) لهذا العام بعضًا من أبرز القضايا الصحية العالمية الملحة، وتمثّل النسخة السابعة من هذا المؤتمر العالمي لقاءً حيوياََ يجمع قادة وخبراء ملتزمين بتحسين نتائج الصحة على الصعيد العالمي. وشارك في القمة أكثر من 200 خبير في مجال الصحة، لمناقشة أفكار وممارسات قائمة على الأدلة في الإبتكار الصحي لمعالجة أكثر التحديات الصحية إلحاحاََ في العالم.
إحصائيات صادمة
تقرير مؤتمر “ويش” ومنظّمة الصحة العالمية حول تزايد الهجمات على الرعاية الصحية في مناطق النزاع قدّم مجموعة من التوصيات موجهة لكافة الأطراف المعنية التي تعد مشاركتها ضرورية لحماية الرعاية الصحية في النزاعات.
كما إستعرض التقرير أمثلة من مناطق متضررة، منها إقليم الكونغو، والأراضي الفلسطينية المحتلة، وغزة، وأفغانستان، وباكستان. وتُعد الإحصاءات الواردة من غزة صادمة؛ حيث وثقت منظمة الصحة العالمية 516 هجوماََ على الرعاية الصحية بين 7 أكتوبر 2023 و25 سبتمبر 2024، مما أثر بشدّة على المنشآت الصحية وحدّ من قدرتها على تقديم خدمات الطوارئ لعلاج أكثر من 96 ألف إصابة والتصدي لتفشي أمراض مثل التهاب الكبد والإسهال وشلل الأطفال الناجم عن اللقاحات، وارتفاع معدلات سوء التغذية الحاد، إضافة إلى الخدمات الصحية الروتينية كالتطعيمات ورعاية الأمومة وعلاج الأمراض المزمنة.
ثمرة رؤية
تحدث خلال الموتمر عدد من الشخصيات البارزة بينها سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري ، وزيرة الصحة العامة السابقة في قطر التي قالت من خلال مؤتمر” ويش” ، نسعى جاهدين لتقديم أحدث الأفكار والتطورات العلمية في العالم ولكننا نركز أيضا على مواجهة التحديات الصحية الملحة الماثلة أمامنا، وأشارت إلى أن دولة قطر تؤمن إيماناً راسخاً بمسؤوليتها المشتركة عن تعزيز التفاهم ودفع عجلة التقدم ودعم روح التعاون الدولي.
بدوره أعتبر اللورد
دارزي من دنهام ، الرئيس التنفيذي لمنظمة (ويش) إن التجمع إنعكاس لمدى عمق واستدامة العلاقات التي تأسست في “ويش” واستمرت على مدار العقد الماضي.
وقال على الرغم من التغيرات والتحديات التي شهدناها على مدار السنوات العشر الماضية، واصلت قمة “ويش” المضي قدماً في مسيرتها، رلم تتراجع حتى في ظل الجائحة التي اجتاحت العالم؛ بل كانت أكثر إصراراََ على مواجهة التحديات التي نواجهها جميعاً.
وأكد دارزي إن هذا الحدث هو ثمرة الرؤية الملهمة لحضرة صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر التي كانت القوة الدافعة وراء هذه المبادرة، والتي كانت سباقة في إدراك الحاجة الماسة لهذا النوع من الحوار العالمي، وقال :كما لا يفوتني أن أتقدم بالشكر والثناء لصاحبة السمو الشيخة هند بنت حمد آل ثاني، الرئيس التنفيذي لمؤسسة قطر، على ما تقدمه من دعم مستمر ومنقطع النظير للمبادرة واليوم، نحن بحاجة لهذا الأمل أكثر من أي وقت مضى فالمنطقة تعيش مرة أخرى على وقع الاضطرابات، مع تصاعد الحرب من غزة إلى لبنان، وامتدادها عبر أرجاء المنطقة (لقد أصبحت معاناة الناس تفوق كل وصف) .