أسامه عبد الماجد يكتب :البرهان وخطاب الإستقلال .. (11) ملاحظة
أسامه عبد الماجد يكتب :البرهان وخطاب الإستقلال .. (11) ملاحظة
أولاً: كان خطاب رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان بمناسبة الإحتفال بالذكرى الثامنة والستين للإستقلال خطاب حرب شكلاً ومضموناً ومتسقاً مع مقتضيات المرحلة.. حيث تم تخصيصه للأوضاع ومجريات المعركة ضد المليشيا.. وكان مقتضباً للغاية إذ استغرقت تلاوته خمسة دقائق فقط ومع ذلك كان شاملاً ووافياً ومطمئناً مما يؤكد أنه أعد بعناية.. كماإرتدى البرهان بزه العمليات الحربية (لبس خمسة).
ثانياً: وصف الخطاب المليشيا بعدة مسميات تليق بها وهي مسألة غاية في الأهمية ولم يرد مسمى (الدعم السريع) على لسانه.. في فاتحة الخطاب وصفهم بـ (أيادي الغدر والخيانة) ، ثم (الأيادي الآثمة) ، (مليشيا ومرتزقة محمد حمدان دقلو)، (القتلة) ، (المجموعة المتمردة) ، (المعادون للدولة)، (المجموعات الإرهابية) ، (الخونة)، (أيادي العمالة والإرتزاق). (المليشيا المتمردة) ، (المجرمون)، و(المعتدون).. وهذا ينبغي أن يكون ديدن كل من يشير إلى المليشيا بستخدم هذة الأوصاف المفصلة عليها.
ثالثاً: حسم البرهان موقف الحكومة بشكل قاطع من التفاوض مع المليشيا الإرهابية.. عندما أعلن التمسك بشرط الإلتزام بإعلان جدة الموقع في مايو الماضي وهو خروجها من ولاية الجزيرة ومن بقية مدن السودان.. ويلاحظ أن البرهان أضاف (خروج المليشيا من الجزيرة) وشدد على ان هذا هو الطريق الوحيد لإيقاف الحرب.
رابعاً: التطور اللافت والمفاجئ في موقف البرهان من الحرب هو إضافة شرط جديد للتفاوض.. وهو إعادة كل المنهوبات من أموال وممتلكات المواطنين والمنقولات الحكومية وهي خطوة سترفع من شعبيته بشكل كبير في الفترة المقبلة وقد نوه أن أي وقف لإطلاق النار لا يتضمن ما ذكر (اعلان جدة والشرط الجديد) لن يقبلوا به.
خامساً: حرر البرهان شهادة وفاة سياسية لمليشيا آل دقلو.. حتى ولو تم الإتفاق معها.. عندما قال نصاً: ( أن أي إتفاق لن يكون ذا قيمة.. فالشعب السوداني لن يقبل أن يعيش وسط هؤلاء القتلة والمجرمين ومن ساندهم).. وهو الأمر الغائب عن ذهن المليشيا التي انتحرت منذ تمردها.
سادساً: أرسل الرئيس رسائل شديدة اللهجة لأعوان المليشيا .. ويبدو أنه يقصد (قحت) – وأن لم يذكرهم صراحة – عندما وصفهم بـ ( طلاب السلطة) ووصف آخرين بـ (خونة الشعب) ولعله يقصد المتعاونين مع المليشيا في الأحياء والمدن.. وقال إن اولئك يساندون المليشيا تحت دعاوي زائفة معلومة المقاصد والأهداف.
سابعاً: الرسالة الأقوى والشديدة اللهجة من البرهان كانت للدول الداعمة والمستقبلة والتي تأوي عناصر المليشيا.. طالبهم بأن يكفوا أياديهم عن التدخل في شؤوننا.. ومضى الرئيس لأبعد من ذلك عندما أعتبر أي تسهيلات تقدم لقيادة المجموعة المتمردة تعتبر شراكة في الجرم وشراكة في قتل شعب السودان وتدميره.. كما أعتبر إستقبال أي جهة معادية للدولة عدم اعتراف بالحكومة القائمة.. والمهم جداً في هذا الخصوص هو تحذيره لتلك الدول واعتبار ماتقوم به عداء صريحاً للدولة، ويحق للحكومة السودانية أن تتخذ من الإجراءات ما يحفظ سيادتها وأمنها.
ثامناً: من المؤكد أثلج البرهان صدر الشعب السوداني وسيرعب المليشيا بمباركته للمقاومة الشعبية ووصفها بـ (نصرة الحق).. و (الوقود والزاد) وتعهد بأن يكون معها حتى النصر وسحق المليشيا وتحرير السودان.. كما أقر أن المقاومة لها كلمتها في التفاوض (أي سلام منقوص أو يسلب كرامة وإرادة الشعب السوداني لن يكون مقبولاً فالشعب قال كلمته وأنتظم في صفوف المقاومة).
تاسعاً: جدد البرهان التذكير بجرائم عصابة حميدتي وبالتفصيل..( أستبدلت أمن أبناء وبنات السودان خوفاً وطمأنينتهم هلعاً وتشريداً..فطالت تلك الأيادي الأثمة شرفهم ومالهم وأرواحهم في كل بقاع السودان.. استمرت في تدمير البنية التحتية للدولة وقتل المواطنين ونهب أموالهم وإحتلال منازلهم وإنتهاك أعراضهم وتهجيرهم من قراهم ومواطنهم الأصليه وإبادة وتطهير بعضهم).. التذكير الدقيق غاية في الأهمية.
عاشراً: حسناً بأن حوى خطاب الرئيس شكر أشقاء السودان وبعض جيرانه والمنظمات الإقليمية والدولية الصادقة.. وكذلك تحية ضباط ضباط وضباط صف وجنود القوات المسلحة ، جهاز المخابرات العامة والشرطة ، وكذلك شباب وشابات كتائب المقاومة الشعبية.. والعاملين بالدولة وصناع الإستقلال.
حادي عشر: كانت إشارة ذكية من البرهان.. وهو يؤكد أن الاستقلال منقوص.. وتبشيره للشعب السوداني ان النصر آت، عندما قال: (قربياً سنحتفل بالإستقلال الحقيقي بعد القضاء على هذه المجموعات الإرهابية).
ومهما يكن من أمر.. فإن خطاب البرهان الذي حمل حزمة من التطمينات.. إشارة إلى عام (جديد) بدون (جنجويد).