تدمير البنى التحتية … المليشيا تُمارس سياسية الأرض المحروقة
تقرير: لايف ميديا
ما زالت مليشيا الدعم السريع المتمردة تُمارس جرائمها البشعة بحق الشعب السوداني إذ لم تكتفي في حربها مع القوات المسلحة بقتل ونهب وترويع المدنيين وإتخاذهم دروعاً بشرية وهي تتعمد تدمير البنى التحتية للدولة آخرها تدمير جِسر شمبات الرابط بين مدينتي أم درمان وبحري الذي تم تشييده قبل “57” عاما وتم إفتتاحه في العام 1966م ليُضاف ذلك لجرائم المليشيا منذ تمردها على القوات المسلحة في أبريل الماضي.
جريمة جديدة
قال الجيش أن مليشيا الدعم السريع الإرهابية قامت السبت، بتدمير جِسر شمبات الرابط بين الخرطوم بحري وأم درمان.
وأشار الجيش، في بيان، إلى أن ذلك يأتي في إطار مشروعها التدميري لمقدرات البلاد وبنيتها التحتية، ونتيجة للتقدم الذي بدأت تحرزه القوات المسلحة في الميدان خاصة في محور أمدرمان.
وأكد أن تدمير الجِسر جريمة جديدة تضاف لسجل المليشيا تجاه الوطن والمواطن.
وحول استمرار المليشيا تدمير البنى التحتية قال الخبير الإستراتيجي المختص في الشؤون العسكرية د. الفاتح محجوب إن جِسر شمبات يُمثل شريان الحياة لقوات الدعم السريع لأنه الجِسر الوحيد الذي يربط بين قواتها في غرب السودان حيث تقع الحاضنة الرئيسية لها مع قواتها في الخرطوم بحري وشرق النيل ومحلية الخرطوم.
وأضاف محجوب ل “لايف ميديا” إن جِسر شمبات يؤمن وصول الذخيرة والسلاح من أم جرس التشادية إلى قواتها في الخرطوم بل وقد يحرمها من الوقود أيضاً بعد تسببها في حرق مستودعات الوقود في مصفاة البترول بالجيلي.
وتابع: بات جِسر شمبات الممر الوحيد للحصول على الإمدادات وتهريب المسروقات و المنهوبات التي تم نهبها من مؤسسات الدولة و منازل المواطنين وما تم نهبه من أسواق العاصمة وقرى الجزيرة.
عزل قوات
وبحسب الفاتح إن تدمير جِسر شمبات يقود لعزل قوات الدعم السريع في أمدرمان عن بقية قواتهم في الخرطوم وشرق النيل وبحري، الأمر الذي سيدفع قوات الدعم السريع للبحث عن منفذ آخر.
ويتوقع اندلاع معارك ضارية حول جِسر خزان جبل أولياء وكذلك حول جسر الإنقاذ وجِسر النيل الابيض، وذلك لأن قوات الدعم السريع لن تتحمل حصار قواتها وإنقطاع إمداداتها وقفل طريق هروبها.
ويشير إلى أنها قد تحاول فتح معارك جانبية في ولايتي الجزيرة ونهر النيل لتخفيف حدة الحصار عن قواتها.
وأردف تدمير جِسر شمبات سيكون سبباً في احتدام المعارك قبل توقيع إتفاق سلام في جدة إلا أنه سيعجل توقيع اتفاقية إنهاء الحرب في السودان لأن قدرة الدعم السريع على الاستمرار في الحرب باتت محدودة بعد تدمير الجِسر بغباء كبير من جنودها في محيط الكُبري وفق تعبيره.
الخارجية تُعلق
وأكدت وزارة الخارجية السودانية أن تدمير المليشيا المتمردة جِسر شمبات محاولة يائسة لوقف تقدم القوات المسلحة.
ووصفت الخارجية في بيان الخطوة بالجريمة النكراء إمتداد اً لاستراتيجية التدمير الممنهج للدولة السودانية التي لجأت إليها المليشيا الإرهابية بعد فشلها في الإستيلاء على السلطة بالقوة وهزيمتها في ميادين القتال.
وقالت سبق الجريمة تدمير وإحراق عدد من المؤسسات الإقتصادية الإستراتيجية والمرافق العامة، الجامعات، والمستشفيات والمراكز الثقافية والدينية في العاصمة وعدد من الولايات أحدثها محاولة إحراق مصفاة الخرطوم.
المليشيا تحرق
وفي السابع من نوفمبر الجاري اندلع حريق هائل في مصفاة الجيلي لتكرير النفط التي تسيطر عليها مليشيا الدعم السريع شمال الخرطوم، وقال الجيش في بيان إن قوات الدعم السريع المتمردة تسببت في حريق نشب داخل قسم الشركات (شركة النيل للبترول) وعرض المصفاة بمن فيها للتدمير.
وأضاف في إطار حربها على الوطن والمواطن وسلوكها غير المسؤول تجاه المنشآت الحيوية بالبلاد انفجر تانكر يتبع للمليشيا بمصفاة الخرطوم بالجيلي كانت أدخلته لسحب وقود دون التقيد بإجراءات السلامة القياسية المتبعة بمثل هذه المنشآت الحساسة.
حجم الضرر
وفي السياق ذاته بين خبير المنشآت مهندس مدني د. محمد عيسى، ل”لايف ميديا” حجم الضرر الذي تعرض له جِسر شمبات الذي تم تشييده خلال أربعة سنوات، وقال إن الجِسر تم فصله لثلاثة أجزاء ويحتاج لزمن لا يقل عن عامين لتكتمل أعمال الصيانة، بتكلفة تقدر بحوالي “350” مليون دولار تقريباً.
وقال إن البنى التحتية عامة والانشاءات تشكل جزءً كبيراً من ميزانية الدول الكبرى ناهيك من دول ضعيفة مثل السودان.وطالب بضرورة مراجعة كافة أجزاء الجِسر لمعرفة تأثير الضرب على الأجزاء السليمةويوضح المهندس المدني إن وضع الإنشاءات يخضع لإزالة أو صيانة جزئية أو كلية حسب الضرر.
وشدد على ضرورة إخضاع الإنشاءات السلمية للفحص لتعرضها لاهتزازات صوتية أو موجية وذلك لأن معظم المباني في السودان لم يتم تصميمها للاهتزازات والزلازل وأحمال الصدمة.
وقال محمد أن تدمير البنى التحتية أثر على الاقتصاد والحياة العامة مشيراً أن تكلفة إعادة صيانة المنشآت كبيرة لا يمكن تخيلها بعد دخول منشآت حيوية مثل مصافي البترول والجسور ومحطات المياه.
وكشف عن تشكيل لجنة من المهندسين لإعمار ما دمرته الحرب وإعادة تقييم وتأهيل ما يمكن.
تخريب ممنهج
وفي وقت سابق قامت المليشيا المتمردة بإحراق مقر شركة النيل الكبرى للبترول وبرج وزارة العدل وبرج الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس وسط الخرطوم، ونهبت وأحرقت برج بنك الساحل والصحراء بالخرطوم.
وشمل التخريب الممنهج من قبل المليشيات محطات المياه ومطار الخرطوم الدولي ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بجانب (104) مؤسسة من مؤسسات التعليم العالي الحكومية والخاصة تعرضت للتخريب.
وقد أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر على حماية البنية التحتية المدنية بموجب اتفاقيات جنيف، ويتحتم على المجموعات المسلحة في أوقات الحرب حماية الأعيان المدنية بموجب القانون الدولي وتلبية حاجات السكان المدنيين الأساسية.