مابين التفاوض والانتهاكات مليشيا الدعم السريع … البحث عن طوق نجاة
تقرير: لايف ميديا
تعودت مليشيا الدعم السريع ممارسة انتهاكاتها وهجماتها على عدد من المناطق بالتزامن مع مباحثات جدة السعودية وليس ببعيد عن ذلك ماقامت به المليشيا المتمردة خلال الأيام الماضية في اقليم دارفور وتهجير سكانه ماقاد والى ولاية شمال دارفور نمر محمد إلى دعوة المواطنين لمغادرة الفاشر بحثاً عن الأمان وهروباً من ممارسات المليشيا المتمردة التي تُصر على الاستمرار في جرائمها منذ تمردها على الجيش في أبريل الماضي.
تفاصيل مباحثات
وقبل أيام استأُنفت المباحثات بين القوات المسلحة ومليشيا الدعم السريع بمدينة جده برعاية سعودية أمريكية حيث تتركز على تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، وتحقيق وقف إطلاق النار، وإجراءات بناء الثقة، إلى جانب إمكانية التوصل لوقف دائم للأعمال العدائية وفقا لبيان مشترك سعودي أمريكي تم من خلاله التأكيد على إن المباحثات لن تتناول قضايا ذات طبيعة سياسية.
قيمة محدودة
وتحاصر المليشيا مدينة الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور، وذلك بعد أيام قليلة من انتهاكاتها بنيالا وزالنجي ومحاصرتها لمدينة الفتيحاب بالخرطوم وغيرها من الانتهاكات التي تُمارسها ويؤكد المحلل السياسي والخبير في الشؤون العسكرية د. الفاتح عثمان أن استمرار الحرب في السودان بين الجيش والدعم السريع بالرغم من المفاوضات الجارية في جدة، بنظام استمرار القتال والتفاوض في آن واحد.
ويعتبر محجوب ل”لايف ميديا” تركيز مليشيا الدعم السريع على إقليم دارفور في الوقت الحالي لتحسين موقفهم التفاوضي في ظل فشلهم الكبير في إحراز تقدم بمعارك الخرطوم ضد المدرعات وسلاح المهندسين أو قاعدة وادي سيدنا ،ولفت إلى أن ما يجري في الوقت الحالى من معارك يظل ذو قيمة محدودة وأرجع ذلك لانتهاء الحرب غالباً في جدة باتفاق سلام، ويُشير إلى أن مليشيا الدعم السريع تُريد استباق الزمن قبل توقيع اتفاقية سلام باستلام اقليم دارفور لفرض حقائق على الأرض يصعب تغييرها بالتفاوض.
قوة وعزم
وقلل الناطق الرسمي باسم الجيش العميد نبيل عبد الله من إعلان مليشيا الدعم السريع السيطرة على الحاميات والفرق التابعة للجيش، وشدد على أن القوات المسلحة ماضية بقوة وعزم في الاضطلاع بواجبها.
وقال عبدالله في تسجيل صوتي نشرته الصفحة الرسمية للقوات المسلحة على فيسبوك إن محاولات قوات الدعم السريع الهجوم على الحاميات والفرق “لن تجدي شيئاً ولن تستفيد منها، وأكد أن القوات المسلحة ستحافظ على البلاد وتسلمها لمواطنيها قريبا خالية من المرتزقة.
وأضاف أن القوات المسلحة مستمرة في العمليات العسكرية داخل العاصمة وخارجها، وأن فرق العمل الخاص في الخرطوم وأم درمان تواصل القيام “بعملياتها ومهامها الناجحة وتكبد العدو الكثير من الخسائر.
تجديد معارك
وأكد شهود عيان ل”لايف ميديا” أن مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور تشهد حركة نزوح داخلية واسعة للمواطنين ووصفوا الوضع بأنه سيئ وصعب للغاية.
وكان والي شمال دارفور نمر محمد عبد الرحمن تحدث في تسجيل صوتي عن تجدد المعارك بمدينة الفاشر، وناشد نمر جميع مواطنين مدينة الفاشر بمغادرة المناطق الواقعة في دائرة الاشتباكات بين الأطراف المتحاربة إلى المناطق الآمنة. وحثا طرفا النزاع بالسماح للمواطنين بالمغادرة للحفاظ على حياتهم.وأكد سعيهم لتجنب الولاية خطر الدمار والخراب بالتواصل المستمر مع الأطراف رغم نوايا الاستمرار في الاشتباكات.
نصيحة حاكم
من جهته انتقد حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، النداء الذي أطلقه والي ولاية شمال دارفور مطالباً فيه الجيش والدعم السريع بالسماح للمدنيين بمغادرة مناطق اشتباكات محتملة في الفاشر عاصمة الولاية.وقال مناوي، في تغريدة على منصة “X” إن نداء والي شمال دارفور الصوتي غير موفق، وقال لم يطلعنا على خبر الهجوم الذي يؤكد تلقيه من قوات الدعم السريع.
وأشار إلى أنه لم يلمس من قوات الدعم السريع الرغبة في الهجوم على الفاشر رغم تواصله معها.
ولفت مناوي الى أن الفاشر باتت الشريان الذي يغذي دارفور حيث تصل عبرها كل المؤن والمساعدات التي تنقل لبقية الولايات.وتابع بعد اشتعال الحرب اصبحت الملاذ الآمن لمعظم النازحين من الجنينة ونيالا وكبكابية وكتم وطويلة وغيرها.
وأضاف رغم تواصلنا مع الاخوة في الدعم السريع فانني انصحهم بتفادي الهجوم على الفاشر والجنينة وعليهم التركيز على المفاوضات الجارية في جدة.