Live Media Network

وفاءجميل تكتب:مِنّ جوبا سلام …. (29)

0

بذرة الحياة

✍🏻 / وفاء جميل

مِنّ جوبا سلام …. (29)

بدءً أوُدُ أنّ أتوقف حداداً عن ملاحظةٍ أثارت حفيظتي و أشعلت بوادر الغبطة في قضيتي التي لا مساومة فيها و لا تنازل ، و هي تناول ملفات السّلام و قضايا الجبهة الثورية في كتاباتي ، و لا أعتقد أنّه أمرٌ (هام) بالنسبة لي ، و لكنّه (مهم) أنّ أرد على أصحاب الألسُن الطويلة التي لا نرى مدى طولها إلاّ في مواضع تدعم القومية و الترابط و تدعو للسّلام و إحترام الآخر و إثبات حقائق مجردة ينكرونها و هي أنّ التنوع البشري في هذا البلد هو واقع مثالي و ليس معيب ، كما يفهمهُ المتعنصرون الذي يتوهمون أنّ قيمة الإنسان الحقيقية فقط في اللون و القبيلة ، و ليست في الجوهر و المبادئ و ثبات الموقف و الأخلاق ، و هذا يُعتبر ضعف حِيلة ، فقر إنساني ، خواء فكري و عواء ضميري مُتسخ ..

لستُ بمحضِ إقرار و تفسير عمّا يربطني بالجبهة الثورية لأنّه توضيح غير هام فيما يخصُ إدعاءاتهم و لكنّه مهم فيما يتعلقُ بِرسالتي الوطنية و إرادتي الثورية تجاه قضايا الأمن و الإستقرار و نهضة بلادي ، و قيل في الأثر : أنّ (الصمت في وجه الظلم تواطؤ مع الظالم) لذلك سأردُ و لو أنّ الردّ على الجهل ليس مِنّ شيمتي ..!!
أؤكد أنّ الجبهة الثورية تستحق عناء الإلتفاف حولها و مساندتها ، ليس لأجل أشخاص أو تنظيمات ، و لكن لأجلِ قضية السّلام ، التي أؤمِن بأهميتها و ضرورة فرضها و تقديرها و الإجماع حول حِدة توافرها على كل المستويات الحياتية ، و لو عرَفَ أعداء السّلام لماذا نُنادي بالسّلام و نشدّد بالتمّسك به و أنّ لا خيار للسّلام إلاّ السّلام ؛ لكفّوا عن مهاجمتنا و ألجموا أفواههم و أكرمونا بِصمتِهم و سلمِنّا مِنّ بذاءة ألسنتهم ..

إتفاق جوبا لسلام السودان ليس إمتنان مِنّ الجبهة الثورية أو غيرها مِن الفصائل التي وقعّت و التي لم توقّع على الإتفاق و ستوقّع لاحقاً ، فجميعها أعركتَ المعارك و عركتها و أدركتَ المهالك و أدركتها و عرفتَ المعاناة و عرفتها ، (فهذه الثورية هي السلمية) و هي التي آمنت بالسّلام و أنّه لا خير مِنّ الحياة إلاّ بالسّلام ، و لا كرامة منها إلاّ بالسّلام ؛ فسلاماً لكل تنظيم و لكل حكومة و لكل أُمّة مؤمنة بالسّلام و لكل مُحبيّ السّلام و مُؤيديّ السّلام ..

الناظر لكل ما تتعرض له البلاد الآن مِنّ تدهور أخلاقي و إقتصادي و إجتماعي هو نتاج طبيعي لعدم وجود رادع الجهوية و العنصرية و حُب الذات البغيض ، حتى الحكومات التي جاءت و ذهبت و تلتّها حكومات كانت محتكرة لقبائل و إتجاهات بعينها مع بعض التمثيل الضعيف لِحفظ ماء الوجه ، هذا ما كان الحال الماضي الذي لا نبتغيه مستقبلاً ، فأنّ تعترف بالتنوع أنتَ تعترف بوجودك في بلد ناهض بتفاصيل أخلاقية نظيفة ينشأ عليها جيل نقي و محترم (يساند يساعد يسالم) ؛ فغالباً أنّ الذي يملك خِصلة الإنسانية هو مَنّ عانى و ضحّى و شقى ، فهذا يستطيع أنّ يسيّر بلد متنوع الأرض و الإنسان بالطريقة المثالية التي تضمن واقع أفضل للأجيال ، على الأقل يمضي نحو مدّ الحياة الكريمة التي تسعى لها و تلهث لأجلها كل الكائنات ، لا سيما الإنسان الذي كرّمهُ الله ، فلنّ نعطي سانحة لأنّ يُهان شعب متواضع مُحب للسّلام كشعبِ السودان ، لنّ نرضى أنّ يُذل و يُهان بإسم العنصرية ، فما أكرم الله شعباً بالتنوع إلاّ لأنّه مُبارك ، فأول خطوة لإيقافهم عن التصرف على أنهم سادة ، هي التوقف عن التصرف أنّ البعض عبيد ، فيجب على الشعب تقدير نفسهُ و لا يأتي هذا التقدير إلاّ بإحترام الآخر و إستغلال التنوع فيما يُصلِح ، و سيأتي الإصلاح ما دام هناك بصيص أمل لتحقيقِ السّلام ..

للحديث بقيّة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!