الخرطوم وطهران… ما دلالة استئناف العلاقات الدبلوماسية؟
تقرير: لايف ميديا
قرر السودان استئناف علاقاته الدبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية لخدمة مصلحة البلدين وتطوير العلاقات الودية بينهما على أساس الاحترام المتبادل والمساواة والمصالح المشتركة والتعايش السلمي ،علاوة على توسيع التعاون بينهما في مختلف المجالات التي من شأنها تحقيق مصالح شعبي البلدين وخدمة أمن واستقرار المنطقة وفق بيان وزارة الخارجية السودانية ،وبذلك أعلن السودان انهاء قطيعة دامت أكثر من ستة سنوات كان البلدين قبلها تربطهما علاقة استراتيجية كبيرة.
دعم خارجي إزاء إعلان استئناف العلاقات بين البلدين، يقول أستاذ العلاقات الدولية بالجامعات السودانية عبدالقادر محمود في إفادة لـ(لايف ميديا) أن التحركات الدبلوماسية بين الدولتين في الوقت الذي يشهد فيه السودان اقتتال عنيف، تأتي في أطار بحث السلطة في بورتسودان عن دعم خارجي لإنهاء التمرد.
ويرى محمود أن قطع العلاقات السودانية الإيرانية في العام 2016 نتيجة اتهامات النظام السابق لإيران بنشر المذهب الشيعي في السودان من خلال الملحقية الثقافية الإيرانية.
قطع واستئناف وكان السودان قد قطع علاقاته مع إيران على أثر الاعتداء على السفارة السعودية في طهران وقنصلية المملكة في مدينة مشهد، في 2 يناير 2016 ، واتفقت السعودية وإيران على استئناف العلاقات، في مارس الماضي، بموجب اتفاق توسطت فيه الصين.
دوافع التحركويواصل أستاذ العلاقات الدولية بالجامعات السودانية عبدالقادر محمود في حديثه ل”لايف ميديا” حيث يرى أن استعادة الخرطوم علاقاتها مع طهران في هذا الظرف مؤشر على أن المؤسسة العسكرية في السودان ستجد الدعم اللوجستي السخي من إيران اللاعب المحوري في إقليم الشرق الأوسط وقضاياه المعقدة الأمر الذي يطيل أمد الحرب وربما تزداد رقعتها لتشمل مناطق مختلفة داخل السودان.
ويضيف أن الدور الإيراني في المنطقة تحركه دوافع عديدة أبرزها الدافع الثقافي والديني والعوامل السياسية والاقتصادية.
ويؤكد أن ايران ستلعب دوراً كبيراً في استدامة تماسك القوات المسلحة السودانية إذا تم تطبيع العلاقات بين البلدين الأمر الذي يرجح الميزان لصالح الجيش على مستوى الجبهة الداخلية.
روابط جيدهوارتبط السودان، قبل قطع العلاقات بروابط جيدة بايران وخاصة في المجال العسكري.
وفي عام 2012، زار الرئيس المخلوع، عمر البشير، طهران حيث وصف العلاقات بين البلدين بالراسخة، كما أن السفن الإيرانية كثيرا ما ترسو في ميناء بور تسودان على البحر الأحمر بحسب تقرير سابق لموقع الحرة.
وبدأت أولى مراحل استئناف العلاقات بلقاء وزير الخارجية السوداني، علي الصادق، مع نظيره الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، في يوليو الماضي على هامش اجتماع حركة عدم الانحياز التي عقدت في باكو، عاصمة أذربيجان، حيث بحثا سبل استئناف العلاقات الدبلوماسية على الفور بين إيران والسودان.
استقطاب إقليمي والدوليويشير محمود إلى اتجاه جديد في موازين القوى الإقليمية يرتسم في أفق الشرق الأوسط وإيران أبرز هذه الموازين التي يمكن أن تسهم بشكل إيجابي في استقرار المنطقة أو بعكس ذلك كما هو حادث في بعض أجزاء الشرق الأوسط.
ويحذر من الاستقطاب الإقليمي والدولي حول الصراع في السودان وأن مهدداته تزيد من خطورة الوضع الراهن وربما هذا يمزق ويقسم السودان إلى عدة دول خاصة وان الرباعية الدولية وبعض الدول الإقليمية لها وجهة نظر مغايرة لوجهة نظر المؤسسة العسكرية وصانع قرارها الخارجي.
تكتيك متخبط
غير أن المستشار السابق لمجلس الوزراء، الخبير الإستراتيجي البروفيسور محمد حسين أبو صالح وصف قرار استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الخرطوم وطهران بأنه تكتيك متخبط.
ويقول أبو الصالح لـ(لايف ميديا) ربما يحقق القرار فوائد محدودة، ولا سيما وأن المسرح الدولي والإقليمي يشهد تطورات بالغة التعقيد، لا يمكن التعامل معها بتكتيكات معزولة عن رؤية استراتيجية.
ويضيف إن العالم يشهد دخول مرحلة توازن استراتيجي يتيح فرصاً ضخمة للسودان، بينما لا زال السودان غارق في الخلافات دون رؤية.