عبد الماجد عبد الحميد يكتب :لماذا (يحافظ) البرهان علي وزير الخارجية علي الصادق؟!
عبد الماجد عبد الحميد يكتب :
لماذا (يحافظ) البرهان علي وزير الخارجية علي الصادق؟!الخلافات داخل وزارة الخارجية السودانية تجاوزت محيط ومحطات الوزارة إلي خارجها .. والخلاف تطور من خلاف وجهات نظر وتباين في المواقف إلى خلاف شخصي يضرب بقوة في جدار الخارجية ومن سخريات القدر أن يكتب فيصل محمد صالح الناطق الرسمي بإسم حكومة حمدوك أفشل رئيس وزراء في تاريخ السودان ، ساخراً من أداء الوزارة الحالي والسبب خلافات أشخاص ومطامع أفراد!!
الفضيحة هي الكلمة الأكثر وصفاً لماحدث في البيان الختامي لقمة الإيقاد في جيبوتي .. إنها فضيحة تستدعي إقالة السفير علي الصادق فوراً ومحاسبته .. وإن لم تتم محاسبة ومساءلة علي الصادق فإن الأمر سيكون له مابعده داخل وزارة الخارجية التي يعلم المتخاصمون والمتنافسون علي مقاعدها ومخصصاتها أنها وزارة أكبر من الرجال وحظوظ أنفسهم الفانية.
اعفاء السفير دفع الله الحاج وكيل وزارة الخارجية وأقدم سفراء الخارجية السودانية سناً وتجربة ، هذا الإعفاء وبالطريقة التي تم بها يؤكد أن في الأمر ( إنّ) ..لا يختلف سفيران داخل الخارجية السودانية حول تجربة وكفاءة وحنكة السفير دفع الله الحاج .. لم يكن الرجل يطلب منصب وزير الخارجية وهو الأجدر به ..وليس غريباً أن يكون هذا تطلع الوكيل دفع الله ليختم مسيرته المهنية الطويلة الممتازة بالجلوس على كرسي وزير خارجية السودان.
خصوم السفير دفع الله الحاج نجحوا في استصدار قرار باعفائه من منصب الوكيل وكان منتظراً تعيينه سفيراً بالقاهرة أو الرياض.
مايعرفه المقربون من السفير دفع الله أنه رجلٌ مُعتدٌ برأيه ويهتم بالتفاصيل بطريقة مزعجة !! .. لايعيبون عليه غير هذا لكن الفريق البرهان لديه موقف آخر من السفير دفع الله يمكن للمتابع أن يلتقطه من السطور التالية في هذا المقال !!هنالك أكثر من تقصير يكفي لإقالة الوزير المكلف علي الصادق وآخرها فضيحة البيان الختامي لقمة إيقاد .. ومع هذا لايختلف اثنان في كفاءة وقدرات ومهنية وزير الخارجية المكلف فقد كان الأول علي دفعته عندما تم اختياره للعمل بالخارجية وطيلة سنوات عمله تم توظيفه في محطات خارجية أقلّ من قدراته .. لكنه وكغيره من تكنقراط الدبلوماسية السودانية ظل يدير صراعاتٍ مكتومة مع مخالفيه داخل الخارجية السودانية وهو شديد الخصومة مع موظفين وسفراء بعضهم ينتمي للتيار الإسلامي وآخرون من اليسار وأحزاب الوسط وغير المنتمين لأي تيار سياسي.
يحتفظ الفريق البرهان بالوزير المكلف علي الصادق لعدة أسباب منها أن وزير الخارجية الحالي يلتزم حرفياً بتوجيهات البرهان والبرهان يفضله على غيره في الوقت الراهن لأنه بعيد من شبهات الإنتماء للتيار الإسلامي وهي (مواصفة) مهمة لأي شاغل منصب رفيع بالقرب من البرهان.. ( مواصفة) تجعل الوزير أو المسؤول بعيداً عن سيف الإقالة وإن إرتكب أخطاء فادحة مثل التي وقع فيها وزير الخارجية علي الصادق في قمة جيبوتي .. أخطاء يسخر منها حتي أمثال فيصل محمد صالح أحد وزراء حمدوك !!