خالد عمر يوسف يرد على مناوي
متابعات : لايف ميديا
يبدو أن السيد مني أركو مناوي لم يرق له تكشف الحقائق حول حقيقة حرب 15 أبريل، وافتضاح أمر أصدقائه الجدد وطبيعة دورهم في اشعال الحرب وإعاقة مجهودات ايقافها، والادانة الدولية التي عززت من صحة المعلومات حول دورهم في هذه الحرب، فقرر أن ينتفض للدفاع عنهم بإثارة الغبار بقصص مليئة بالايحاءات والتلميحات ذات الغرض الذي لا يخفى على العين.
الذي حدث بالفعل هو أن مجهوداتنا لمنع حدوث الحرب لم تتوقف يوماً، وتكثفت في الأيام التي سبقت الحرب، وكانت أهم محاولة هي الاجتماع الذي نجحنا فيه في جمع البرهان وحميدتي مساء 8 أبريل بمزرعة بالخرطوم بحري، والتي تم فيها الاتفاق على اجراءات تهدئة بينهم، واتفقنا معهم على اجتماع اخر بين قيادة العمليات من الجيش والدعم السريع يوم 9 ابريل يتوج بتصريح اعلامي مشترك بين الرجلين يعلن التهدئة وخفض التوتر.
لم يعقد اجتماع 9 أبريل بسبب اعتذار قائد الجيش بداعي المرض يومها، مما فاقم من انفجار الأوضاع وازدياد التصعيد وعقبها ارسال الدعم السريع لقوات لمروي وهو ما كان يؤشر بوضوح لاقتراب اشتعال الحرب.
واصلنا مساعينا وقتها والتقينا قائد الجيش يومي 9 و 10 أبريل، وسعينا مجدداً لعقد لقاء بين الرجلين ولكن قائد الدعم السريع حينها قال بأنه لن يجلس مجدداً مع القائد العام للقوات المسلحة لأن الجيش اتخذ قرار الحرب بالفعل حسب تقديره حينها.
في مساء 11 ابريل ذهبنا للاجتماع مع حميدتي بمنزله ولم نجده بل وجدنا عبد الرحيم دقلو الذي قال لنا انه ولظرف طاريء فقد تم تغيير مكان الاجتماع وبالفعل قمنا بالتحرك سوياً بعربة واحدة لمكان آخر اجتمعنا فيه مع حميدتي وتحدثنا عن التهدئة وطرحنا مقترحات للحل، واخبرناه بمواصلة جهودنا مع القوات المسلحة لنزع فتيل التوتر. وبالفعل نجحنا في مساء 14 أبريل بالوصول لاتفاق بتشكيل لجنة ثلاثية برئاسة د. الهادي ادريس وعضوية اللواء خالد الشامي من القوات المسلحة واللواء عثمان عمليات من الدعم السريع، وهو الاتفاق الذي قطعت مواجهات صبيحة 15 أبريل الطريق أمامه.
هذه هي القصة ببساطة واجتماعاتنا مع حميدتي او عبد الرحيم دقلو او البرهان أو الكباشي في أي مكان كانت، لم تخرج اطلاقاً من سياق البحث عن سبل نزع فتيل الأزمة، ونحن جميعاً حينها كنا منخرطين في عملية سياسية كانت في شوطها الأخير وعلى بعد أيام من توقيع اتفاق نهائي يؤدي لجيش واحد يخرج من السياسة ولحكم مدني يقود لتحول ديمقراطي، ولا مصلحة لنا بكل تأكيد في أي مواجهات مسلحة تقطع الطريق أمام ذلك، فنحن لا نمتلك سلاحاً ولم نكن يوماً جزءاً من سلطة شمولية او انقلابية.
الحقائق واضحة وناصعة ولن يتم تغطيتها بالايحاءات والتلميحات، صحائفنا نظيفة ولن يستطيع أحد تلطيخها، ولصديقنا مناوي أقول … البلاد تحترق بحرب ضروس الآن، ودور قادتها هو اطفاء نارها ومناهضتها بالفعل والقول، ستتوقف هذه الحرب يوماً ونستعيد بلادنا التي نحب من براثن الدمار والخراب ونعيد بناءها على أساس جديد، وحينها اؤكد لك بأن المجرمين الحقيقيين الذين تآمروا لإشعال الحرب واستثمروا فيها لصالح أجندتهم الخاصة سيتم اقتيادهم لساحات المحاكم من أجل محاسبتهم على ما اقترفت ايديهم، حينها ستبقى الحقائق فقط وتختفي البهلوانيات الصغيرة التي لا قيمة لها.