أمل ابوالقاسم تكتب :الإثنان..أحلاهما مر
بينما يمضي الوقت
أمل ابوالقاسم
الإثنان ..أحلاهما مر
كنت اتمنى أن لا يخوض الاعلاميون وأنا في أمر مقطعي الفيديو المتداولين من داخل محكمة إنقلاب ١٩٨٩م واللذان وحتى لحظة كتابتي لهذه السطور لا يتبين لنا حقيقة ايهم أصح رغم البيانات والتصريحات التى تصدر من هنا وهناك يكرس كل منها لمصداقيته وتبرئة نفسه من الخوض في هذا المستنقع الآسن.
قلت كنت اتمنى من قبيل عدم إشعال الفتنة أكثر بصب الزيت على النار من خلال آراء ربما يدس كل من يدلي بدلوه بميوله فيها بعيدا عن الحياد، وبعيدا عن ما من شأنه تهدئة الموقف بشكل أو بآخر ،لكن الضرورة اقتضت ذلك ويعلم الله ما في الصدور واني أقف في منطقة وسطى أتمنى أن أكون قد أصبت فيها ولو قليل من قراءة الموقف الذي نتمنى أن ينتهي بخير وعلى اسرع وجه. ولتوجسي من التداعيات كنت أردد خلال نقاشات الميديا تعالوا نفترض أنه مدبلج وأدا للفتنة.
نحن الآن أمام خياران احلاهما مر، وهما أن المقطع حقيقي ولغ فيه محامون من المفترص أنهم حراس للعدالة وصناع للسلام، والآخر مفبرك هدف لمرامى قبيحة وموغلة في القذارة.
ولا اذيعكم سرا أن قلت إنني أتمنى الإحتمال الأول بأن يكون المقطع حقيقي خاضت فيه قلة مستخدمة أسوأ العبارات المثيرة للفتنة والمحرضة على العنصرية التي عفى عن مثل ما قالوا به الزمان، فضلا عن سب العقيدة في نهار أيام افضل الشهور واطهرها شهر العبادة والتوبة، والمؤسف أنها أتت من قانونيين أولى أولوياتهم العدل، وحدثوني بالله كيف ستنصفون مظلوما وقع عليه جور سب العقيدة وضرب في هويته، وكل السودانيين من جنس واحد ولا مجال للقبلية والجهوية والعنصرية التي ذابت بفضل تقادم السنين وتقدم الأمم.
قلت أهون على هذا الخيار رغم قساوته كونه ناتج عن انفار لا يمثلون سوى أنفسهم وان صح ما ورد بحقهم عندها ننتظر أشد عقوبة يعتبر خلالها من لا يعتبر.
اما الأسوأ والانكأ بالنسبة لي أن يكون فعليا المقطع مفبرك صمم واجتهد فيه انتقاما وتشفيا بالتزامن مع إقالة الأستاذ ‘لقمان أحمد” التي اتخذت مطية لضرب عناصر النظام السابق الذين بدأت تدب الحياة في أوصال حزبهم بعد أن كاد يوأد، والذين حال انتشار المقطع من داخل المحكمة هاجوا وماجوا وهم يحومون تارة ببيانات، وتارة بمقطعين يجتهدون خلاله من توضيح الحقيقة وهما لعمري ذات المقطعان اللذان يحوم بهما الطرف الآخر من لعيبة ميدان النزال بعد أن أصبحت الساحة السياسية حلبة للتباري يتجاذبها طرفان ( قحاتة ، كيزان).
ولا استبعد فبركة المقطع واستخدامه كوسيلة لضرب خصومهم من أفراد النظام السابق، من جهة التشكيك في رفعهم الإسلام شعارا ودس سب العقيدة، فضلا عن التأكيد على عنصريتهم بتلك المفردة المقززة، والموجع المؤسف أنه وفي كل الحالات استخدم الأستاذ لقمان وزج به في حرب نتنة لم تراع لا شعور ولا قيمة ولا إنسانية الرجل الذي استخدم كسلاح صدئ وأصبح ضحية صراع موغل في السخف واللاوطنية والعنوان الأبرز لكل ذلك التكريس للعنصرية البغيضة.
قلت إن الفبركة برأيي هي الأقرب والأسوا لأنها الوسيلة الرائجة في هذه الفترة من كلا الطرفين من أجل هزيمة آخر دون مراعاة للتداعيات التي يتحملها الوطن اجمع، اقول قولي هذا وفي مخيلتي أحداث كثيرة وجسيمة تجري في ربوع البلاد على شاكلة هذه الحادثة مستخدمة سياسة فرق تسد، وهي تضرب أطراف ببعضها البعض ولكن هذه المرة قد تكون قبيلة أو قبائل من أهل المنطقة الواحدة حد الاقتتال وسقوط آلاف الضحايا بفعل مكر الساسة واستخدام الأساليب القذرة، إذن في حال الثانية فالخسائر جسيمة والفاتورة أعظم
على كل وكما أسلفت ندين بشدة الموقف اجمع ونحن جميعا مدينون للأستاذ لقمان باعتذار عظيم صرف النظر أن حرك إجراءات قانونية أو احتسب أمره الى الله الذي تلتقي عنده الخصوم.
واخيرا اعتقد أن المجتمع ورغم تجاوز أمر توعيته وتغذيته بالوطنية التي من المفترض أنها ضمن الغرائز، في حاجة ماسة لنهضة تعبوية تعيد له رشده، وتعليمه كيفية التعايش السلمي، ونبذ خطاب الكراهية، على أن يكون المستهدف الأول الساسة والإعلاميون.
حسبنا الله ونعم الوكيل لله درك يا وطن.